أقبل فديتك

هادي الربيعي

أقبلْ فديتــــــــُكَ هذا يومُـــكَ العَجَبُ
وأنظرْ فديـــتُكَ ماذا يصنع ُ اللهـــبُ
أنظرْ الى دَمِكَ الوضـَّاءِ كيف ســرى
نهراً من النورِ تستهدي بهِ الحِقَبُ
وكمْ خلودٍ مشى في ضفّــَتيهِ وكـمْ
شابَ الخلودُ ونهرُ الضوءِ يصطخبُ
حتى إذا ما انحنى للنهرِ مُكتَــــــهِلاً
عادَ الشبابُ الى أعضائــهِ يـــــــثبُ
يا واهباً تنحني الدُنيا لهــــــــــيبتهِ
لفرطِ ما وهبَ الدُنــــــــيا وما يهبُ
نادى بإصبعهِ المبــــــــتورِ طاغ
فكان جيشُ طُــــغاةِ الأرضِ يرتعبُ
كلً يلوذُ بما يحمـــــــيهِ من غضبٍ
آتٍ وأقبلَ فيهم ذلكَ الغضـــــــــــبُ
وأقبلتْ رايــــــــــةٌ حمراءُ يحملُها
جيشٌ لإصبعهِ المبــــــتور ِ ينتسبُ
تضجُّ في لائِها الـــــلاءاتُ صاخبةً ً
كأنها البحر بالأمواجِ يضــــــطربُ
تملَّكتها يدا طــــــــــــفلٍ غدا رجُلاً
والسهمُ في نحرهِ ما زال َ يلـــتهبُ
أقبلْ فديتُكَ هذا يومُكَ العجــــــــبُ
وأنظرْ فديتُكَ من جاءوا ومن ذهبوا
وكيف َموكبُ نعيٍ سارَمُرتــــــحلاً
غدا جيوشاً من الأنوارِ تنتحــــــبُ
وكيفَ قامَ كتــــــــــابُ اللهِ منتصباً
بما وهبتَ فشبَّتْ حـــــــولَهُ الكتبُ
وكيف صارَ شُعاعٌ كنـــــتَ تزرعهُ
بِحارَ نورٍ بها تُستــــــمطَرُ السُحُبُ
وكيفَ دارَ مَدارُ الكــونِ حينَ مضى
بقُطبها الإصبعُ المبتـــــورُ يحتجبُ
وكيفَ سارَ بنوســـــــــفيانَ لا أُفُقٌ
إلاّ وضاقَ بما عاثوا ومــــــا لعِبوا
وكيف َ ساروا على غبرائِها بَدداً
وكيفَ دارُ أبي سفـــيانَ ينـــــــقلبُ
وكيفَ عاد لِما أرسيتَ هيبتــُــــه
وكيفَ قامـــتْ قِبابٌ كُلها ذَهَـــــــبُ
أقبلْ فديتُكَ هذا يومُكَ العجــــــبُ
فلمْ تـــزلْ منْ بقايا نُصبها نُصُـــبُ
ولا يزالُ دمٌ للذئبِ نعرفُـــــــــــهُ
على قميـــصكَ إلاّ أنـَّهُ كـــــــــــَذِبُ
ولا تزالُ دِماءُ الواهبينَ دَمــــــاً
على طريقـــِكَ لا يرقى لها التَـــعبُ
ولا تزالُ الى عليائِنا سبــــــــــباً
وسوفَ يبقى الى عليائِــــنا السببُ
ولا تزالُ صُدورٌ أهدرتْ دّمـــــها
لوجهِ رَبكَ بالأكـــــفانِ تقــــــــتربُ
تقحَّمتْ الفَ صدرٍ للردى ومضتْ
الى الإلهِ تـــؤدي فيهِ ما يجــــــــبُ
منْ كُلِ باقرِ علمٍ في التُقى عـــلم ٍ
لهُ الى بيتِ آلِ المصــــطفى نَســَبُ
وعاشقينَ بعدِ اللهِ قدْ ورثــــــــوا
حبَّ الشــــهادةِ ميثاقاً لِما كتبــــــوا
باعوا الحياةَ بظلٍ وارفٍ لَغــــــدٍ
لا يستريحُ بـــهِ الاّ من أحـــــتسبوا
النارُ لمّا تزلْ والنورُ يحرسُـــــها
وحولّها قمرُ الأزمانِ والشُــــهُبُ
تثيرُ عصراً فتأتي بعدَهُ عُـــــصُرٌ
تستلهمُ النارَ كي تمضي وتحتطبُ
حتى يعودَ بأمرِ اللهِ حُجّـــــــــتهُا
على الزمان ِ فيسترخي لهُ الطلبُ
أقبلْ فديتُكَ هذا يومُكَ العجـــــــبُ
وأنظرْ فديتُكَ ماذا يصنعَ اللهـــبُ