الذي تقيمه كلية الإمام الحسين (ع)الجامعةفي كربلاء
وقفة مع الحسين عليه السلام
حيدر النجم / مملكة البحرين
خبّـأ َ الليل ُ في ثناياه ُ صَدحكْ
فتنفست – ساعة الموت – صُبحَكْ
حملتكَ السماءُ ديمةَ خير ٍ
لعيون ٍ -إن جِعنَ – يقطفنَ لَمحَكْ
لفنّـا الجدبُ فالمسافاتُ شوك ٌ
مــرَّ ما مـرَّ وهي تندبُ قَمحَكْ
مـرَّ ليلٌ من العويل ِ طويلٌ
باتَ وسنانَ وهو يرقبُ فَتحَكْ
جبَلٌ أنتَ كـّلـلــتكَ سمانا
بانحناآتها ولم ْ تعدُ سَفحكْ
قِمــَّة ٌ أنتَ والجميع ُ حضيض ٌ
ولهذا حفرتَ بالرأسِ رُمحَكْ
جئتُ منّي اليكَ أحمل ُ قلبا ً
بُلبلاً تائِهاً وأبصرَ دوحَكْ
أتلـوَّى ماء ًلتشربَ منّي
عَلــّها أنْ تمّسَ روحيَ روحكْ
عَطشٌ أنتَ كلُ جِسمِكَ مِلح ٌ
وأنا الآن َ جئت أحصدُ مِلحَكْ
لا تبُحْ بالظما لأنــّكَ ماءٌ
أنا أخشى ان تُسمِعَ الكون َ بوحَكْ
وَحدكَ الآن َ لا صديقٌ مُعينٌ
لا عدوٌّ ناجٍ فيطلب ُ صُلحَكْ
وحدكَ الآنَ أنتَ للكون ِ قُطبٌ
دارَ –ويحاً – وأنت قد قلتَ ويحَكْ
جئتُ وحدي ولكنَّ أوجاعي
ذنوبٌ وتلك َ تنطرُ صَفحَكْ
جئتُ أبكي ولا تَلُمْ ضِحكَ وجهي
إنّني لإحتشادِ حُزني أضحَكْ
جئتُ أبكي وغادرت ْ عُشبَ روحي
لُغتي إنّها ستحصِدُ فَرحَكْ
قبلَ أنْ يبتدي الكلامُ انتهينا
قَرحُها الناسُ ليس َ يشبهُ قرحكْ
شفتايَ المحمرّتانِ ... حُسينٌ
وإنتحابي يا أنتَ يعشقُ نوحَكْ
يا رسولَ البقاءِ علــِّمْ جِراحي
تتهجّى .. علّي أُصافِحُ رُمحَكْ
ها وإنْ جاعَ جُرحُكَ المتدلي
ما الذي يا –أنا – ستُطعِمُ جُرحَكْ
هلْ سمعتَ الأنينَ يمتدّ ُ في الأُفقِِ
دِماءً حتى يوشِّـحَ صَرحَكَ
ألإنَ العراقَ دَمعُكَ يجري
قرّروا للنضوبِ - يا سِبطُ – مَنحَكْ
ألإنَّ العراقَ صارَ رِماحاً
لكَ راموا بغير كُنهِكَ فضحَكْ
خِسئوا..أنت َ بإمتدادِكَ سيفٌ
تتحدّى رُغمَ المريدينَ قَدحَكْ
أحرُفي كُلُّها أمامك َ خَجلى
فهي جوفاءُ ليسَ تبلغُ شَرحَكْ
كانَ مدحي إنّــي ذكرتُكَ حيّاً
إنما أنتَ كانَ موتُكَ مَدحكْ
-------------------------
القصيدة الفائزة بالجائزة الثانية مناصفة في مسابقة الأمام الحسين(ع) للشعر
العربي الذي تقيمه كلية الإمام الحسين(ع) الجامعة في كربلاء
قصيدة مزرعة الأنبياء
هادي الربيعي/ كربلاء
أسود ٌ على بابـــــــــــــها خُـــــــشّعُ
شموس ٌ اذا شبّ َ فجـــــــــر ٌ وليــد
أياديهمُ تنثـــــــــــر ُ الطيبـــــــــــات
قيامٌ اذا قــــــــــــــــــــامَ وجهُ النهار
روافــــــدهم فــي أقاصــــــي البلاد
وأروع ُ مـــا في قلوب ِ الأســــــود
ومهمـــا تشابكـــــــت النائــــــــباتُ
وإن حـــان َ دفع ٌ ليــومِ الفـــــــــداء
ومـــا لقصـائدِهم من ختــــــــــــــام
تسير ُ المقـــاطعُ في الطيبــــــــــاتِ
وليس لهـم غير ُ وجـــه ِ الحسيـــــن
هي الأرض ُ تعشـــــق ُ من يــزرعُ
ومــن حمل َ الفأسَ عبرَ الحقــــــول
ومن راحَ يطــوي صـعابَ الجبــالِ ِ
ولا يرتضــي غيرَ مسرى النســـور
هي الأرض ُ تحمـــل ُ ما لا يُقــــال ُ
تسيـــرُ على صدرها النائـــــبــــات ُ
وينهضُ في روحِهـــا الكبــــريــــاءُ
وتأســف ُ للصبيـــة ِ العابثيـــــــــــنَ
لتهــــــــجع َ فوقَ كبار ِ الهمـــــــوم
أما علّمتـــــــــهــــم بأن ّ َ الشـــرورَ
ومهما توهّــــجَ فهوَ الســـــــــــرابُ
ومـــا حَجـــَر ٌ كــلُ ما في الجبـــال
وبعضُــهُمُ أبداً واقفــــــــــــــــــــونَ
ومـــن ضيّـــعَ الأمـــسَ في يومــــهِ
ونخـــبٌ علـــى شَرف ِ المُغريـــاتِ
ومــــاء ٌ تحـــــدّرَ بيــــن َ الجبـــال ِ
فوا أسفــــــاه ُ علـــى الطيبــــــــات ِ
هيَ الأرضُ تُولــــــد ُ في كربــــلاءَ
وتُولــــدُ فـوقَ قُدامـــــــى الجــــراحِ
وهذا التـــرابُ البهّـــيُ الطهــــــور ُ
رعــــاهُ الإلــــــهُ فأشرقَ فيـــــــــــهِ
وفـــي أرضِ مزرعــــــــةِ الأنبــياءِ
ســـــلامٌ عليــــك أبــا الشُهــــــــداءِ
وعيـسى مضـى حيثُ عرش ُ الإلــه
إذا نـــال َ مــا نــالَ في مصـــــــرع
وإن ســــارَ فيهـــا بفــرع ٍ وحيـــــد
وإن غابَ فــي مضجــع ٍ في السماء
ومنــــكَ إليـــكَ تسيـــرُ ألطفــــوف ُ
ملاحـــمُ تمضـــي ليــوم ِ الخلــــــود
وفي مثلهــــا شابَ رأسُ الوليــــــــد
فـــفي كـــل ِ أرض ٍ فُراتٌ يفيــــضُ
وفــي كـــلِ أرض ٍ يزيـــدٌ جديـــــد ٌ
وكـــلٌ يُريــــدُ لــها ما يشــــــــــــاءُ
ووجهُـــــكُ يعبـــرُ كُــــلَ العصــورِ
ســـلامٌ علــــــيكَ أبـــا الشهــــــــداءِ
وقد خيــــطَ فيهـــا الكثيـــرُ الكثيـــرُ
الـــى اللـــه أشكــو دِمــــاءَ البــــلادِ
سيــوف ٌ على أهلهـــا مُشــرعــــاتٌ
كؤوسٌ بأحلامهـــا مُترعــــــــــــاتٌ
وحقــــــل ٌ يفيـــضُ بأشــــواكـــــــهِ
ونـــحنُ عليهــــا ظِمــــاءُ العصــورِ
ويأكــــلُ من لحمِنـــــا من يشـــــــاءُ
أتـــــانــا عليــها خريفُ الحيـــــــــاةِ
نسيــــرُ فنــطوي بها بلقعـــــــــــــــاً
أغثنــــا عليهـــا أبــا الشـــــــــــهداء
وليـــسَ لــها من شفيــــع ٍ سِـــــواكَ ٍ ينامُ الزمـــانُ ولا تهجـــــــــــــــــــــــعُ
وفــي الليـــل ِ أنجُمُهُـــــــم تطلـــــــــع ُ
علـــى الطُرُقـــــات ِ ولا تُسمَــــــــــــعُ
وفـــي ليلِهــــــــــــِـــم سُــجَدٌ رُكـــــــع
وفــــي يـــدهـــم يشــــرق ُ المنبـــــــع ُ
قُلـــوبٌ يفيـــضُ بها الأوســـــــــــــــع ُ
تســـامت عليــــــــــــها بمـــا تصنــــع ُ
تســـابق َ فيــــهِ الـذي يدفــــــــــــــــــعُ
قصائـــــــدُهُم كُلّهــــــا مطلـــــــــــــــعُ
ويستــــبق ُ المقطــــع َ المقطـــــــــــــعُ
علـــى الأرض ِ فـــي سعيـــهم مطمـــعُ
ومن يتســـــامى ومــن يُبِـــــــــــــــدع ُ
بعــــــــــــــزم ٍ تضــــيءُ بـــهِ الأذرع ُ
وإن أحكـــــمَ الصعــــبُ لا يرجــــــــع
ومــــا هوَ مـــن أفــــقهــــا أرفـــــــــع ُ
ومـــا يتــفرّق ُ أو يُجمــــــــــــــــــــــع ُ
وتدفــــــنُ في القلـــــــب ِ مـــا تسمــــعُ
وإن كـــــانَ فـــي القلـب ِ مـــا يوجِـــع ُ
عليهـــــــا لأنّهُـــــــــــــم ُ لــــم يعــوا
مسيـــحاً الـــــى صلبــــه ِ يُدفـــــــــــع ُ
جفــــاءٌ علـــى المــــــوج ِ قـــــد يخدَعُ
ويمكـــث ُ فــي الأرض ِ ما يــــــنفـــع ُ
ومـــا ذهـب ٌ كــــلا ُ مـــا يلمــــــــــــع ُ
وبعـــض ٌ وإن وقـفــــوا رُكـــــــــــــع ُ
فموعـــــدُهُ فــــي غـــد ٍ أضيــــــــــــع ُ
ونخــــبٌ لسقـــــــــراطـــه ِ يُرفــــــــع ُ
الــــى بركــــــة ٍ فهــــو مستنقـــــــــــعُ
ومـــا أمسكـــوه ومــــا ضــيّعـــــــــــوا
لتطــــوي مسافـــاتــــها الأدمـــــــــــع ُ
بــــراعــمُ تحضـــنُهــــا الأضلـــــــــع
مـــن جّنـــة ِ الخُلـــــد ِ مُستَقــــــــطــع ُ
شُعـــــــــاع ُ رســــالاتــــــــه ِ الأروع ُ
هنـــا البدء ُ والسِفــــرُ والمرجـــــــــــعُ
وأنــــت َ كعيســــى بهــــــا تُرفَــــــــع ُ
وأنـــــتَ علـــى أرضــــــه ِ تســــــطع
فإنّ َ ولادتـــــــــــــــكَ المصـــــــــرع ُُ
ففيـــــــــكَ تشابكــــــــت الأفـــــــــرع
فعيــــن ُ الزمــــان ِ لـــك َ المضجـــــع ُ
وفـــي كُــــل ِ أرض ٍ لهـــــا موضِـــــعُ
يهيـــــبُ بأشجــعهـــــا ألأشجـــــــــــع ُ
وفـــي مثلها تذهـــــــــل ُ المـــرضــــِعُ
وظـــمأى بضفــّــتـــــهِ صُــــــــــــرّع ُ
وفـــي كُـــل ِ أرض ٍ يــــــد ٌ تُقطــــــع ُ
وكـــل ٌ بمكيــــــــــــــــالـــه ِ يـــــذرع ُ
وفـــي كُــــل ِ فجــــر ٍ لــــه ُ مـطلـــــع ُ
تمــــادى بأجســــادِنـــا المبضَــــــــــع ُ
ونــــزف ُ الضحيـــــــة ِ لا يُقطــــــــع ُ
فمـــا عــــــادَ فــــي قوســـها منـــــزع
وأخــــرى علىنهــــــرِها شُّــــّــــــرّعُ
وكــــاٍ سٌٌ بأحــــزانـــــــــه ِ مُتــــــرَع
وحقــــــل ٌ الــــى جنبـــــــــهِ مُمــــرع ُ
تمـــــــــرّ ُ العصــــورُ ولا نجـــــــزَع ُ
ونحــــنُ بأوهـــــــــامنـــــا نشـــــبَــــع ُ
وذئـــــبُ المنّيـــــــــــة ِ يستطلـــــــــع ُ
فيولــــدُ فـــي افقهــــا بلقــــــــــــــــــع ُ
فمنـّـــــــــكَ الــــى ربّكَ المفــــــــــزع ُ
فمثلـــــكَ فـــي مثلـــها يــــــــشفـــــــع ُ
القصيدة الفائزة بالجائزة الثانية مناصفة في مهرجان الحسين (ع) الأول للشعر العربي الذي تقيمه كلية الإمام الحسين (ع) الجامعة في كربلاء
تسلّقَ للعلياء
مهدي النهيري / الكوفة
مقدمة
إن كُنتَ ترغب ُ بالهطول ِ عليهِ
فهلُّمَ بي ..وجعي إنتظارُ يديه ِ
أو كُنتَ منطَفيءَ الحَصادِ فنادِهِ
السُنبلات ُ المُصغياتُ لديه ِ
أو كُنتَ مُرتجِفاً مخافةَ بُعدهِ
وفمُ إشتهائكَ يبتغي شفتيهِ
إهتزَّ في شُبّاكِهِ جِذعاً تجدْ
رُطبَ الضياء ِ يطيحُ منْ ودجيهِ
القصيدة
تسلّقَ للعلياءِ مولِدهُ الوِترُ
فخالطَها وأنداح َ بينهما السِــَّرُ
وسابقَ أحزانَ الولاداتِ يومهُ
فقلّدهُ فوزاً وبارَكهُ الدهر ُ
ولمّا رأى الغنّاء ض هاجَرها النهر ُ
وراحَ على الظلماءِ يسّحَّبُ البدرُ
أطلَّ ربيعاً حشوَ باكية ِ الأسى
وكانَ بمعنى الدمعِ يأتِزرُ القطرُ
فسنَّ بحُكمِ السيفِ قانونَ نَحرهِ
فبورِكَ قانونٌ يتوّجهُ النحرُ
على مَهدهِ طافتْ حكاياتُ موته ِ
لتكبرَ والطفلَ الوليد الظِبا الحُمرُ
أبا النازفينَ الخاضبينَ دروبهَم
بِحنّاءِ أشلاءٍ بها الجوّ ُ يخضرُّ
نسجّت َ بعينِ الجُرح ِ منديل َ عِزّةٍ
فماتَ على أهدابه ِ الألمُ المُــرُّ
وبالصرخة ِ الوطفاءِ أورقتَ مجدباً
فتلكَ القبابُ الرائعاتُ هيَ الزهرُ
وقفتَ بأرضِ الطفِّ فارتجّت السما
وساقَ ضعونَ الباتراتِ لكَ النصرُ
وجئتَ الى الحقل ِ المُكسّرِ ديمةً
فأثمرت الأطفالَ ميتَتُكَ البِكرُ
طويتَ كتابَ العُمر يا موئِلَ المَدى
لتكتبَ سِفراً خالِداً ملؤهُ عمْرُ
وها أنتَ فوق َ الشمسِ أجلستَ كربلا
فصلَّتْ الى أضوائِكَ الأنجمُ الغُرُّ
قُتِلتَ فمجرى الدمعِِ يمتدُّ شِاطئاً
على ضَفّتيهِ الوجدُ والوردُ والعِطرُ
تلوتُكَ ماءً فاحترقتَ بهمستي
وخُضتُكَ ميلاداً فلاحت ليَ السُمْرُ
وقلتُ لعلًّ الشعرَ يُغري ابتسامتي
فحطَّ على دمعي ليشرَبهُ الذِكْرُ
بيومِكَ آياتُ البكاءِ تنزلّتْ
على صدر مخنوقينَ فانشرحَ الصدرُ
فهذي حنايا الصخرِ ليلةُ عاشقٍ
وتلكَ جذورُ الثلج ِ تفاّحُها الجمرُ
طرقتُكَ يا بابَ المروءاتِ مُقلتي
الطفوفُ سباياها الدموع ُ بيَ الأسرُ
فَفُكَّ أمامي حبكةَ الوجدِ في دمي
وطُفْ بتضاريسي فقد كشَّرَ القَفرُ
بمولِدكَ الشبهِ السماءِ أزجُّني
طيورَ هدىً في ريشهِا اختبأَ الشِعرُ
أقدُّ قميصَ النوحِ عند َ استضافتي
شفاهَكَ يا رغمَ الداءِ بِكَ البِشرُ
بيوميكَ ابدلتَ الطبيعة َ طبعَها
فمن سُحُبِ الظلماءِ قدْ هطل َ الفجرُ
القصيدة الفائزة بالجائزة الثالثة مناصفة في مهرجان الحسين (ع) الأول للشعر العربي الذي تقيمه كلية الإمام الحسين (ع)الجامعة في كربلاء
أرضُك َ لم تغرُب يا سيدي
أحمد النجم
هلاّ زرعتَ القمحَ في شفة الثرى
ورسمتَ نحرَكَ والثرى قََــدرينا
ودُفِنت َ في كبدِ الورى فمن الثرى
ومن السماءِ معاً خرجت َ الينا
يا صابراً حد َّ الخلا يا ..إنّنــا
بجراحِنا دون َ الدماءِ أتينـــا
خَجِلت دمانا أن تكون َ مُسالةً
فتعلقت حول َ الضريح ِ لُجَينا
عَصَرَ إنتظارُكَ في الهواجسِ عبرةً
فتحوّلت وَرقاتُ صَبرِكَ عَينــا
وَرَمت ْ سماؤكَ عندَ رأسِكَ منبراً
وعلى فؤادِ الماءِ والدَم ِ ديَنا
أنا قد فقدتُ أخي العراقَ كأننا
ذبحَ العراقُ بحبّهِ أخوينا
ذ ُبِِحَ العراقُ فنادِ عباسَ السُرى
يَسق العراقَ بما عليكَ بكينا
طَعّــمْ بأنقاضِ ِالوفاءِ جراحَنا
وأنصرْ على آهاتِنا أَلَمَيــنــا
هذا العراقُ بأصغريهِ مضرّجٌ
فمتى ذُبِحتَ أيا حسينُ وأينا
لـَّّونْ بنَحرِكَ نَـقّّ رحلةَ فِهمنا
أما السيوفُ فأنهُنَّ أبينا
وأخوكَ دونَ يديهِ يحتضنُ الرؤى
لنُعيدَ منْ خللِ الضبابِ يَدينــا
يا ايها المأساةُ ضمّدتَ السُرى
فتحددَ الزمنانِ من زَمَنينا
وتحدّدَ القَدرانِ حتى إنّنا
قَتَلَ الممثلُ نفسُهُ أبوينــا
إستُنسِخَ الفلمانِ والدمُ ناضجٌ
حتى رأى الجمهورُ رأسَ كِلينــا
فاسمحْ لنا بعتابِ أدمُعِنا فكم
ألقتْ لنا عتباً وكم ألقينـــا
ولكم على نايِ الدماءِ تراقصتْ
أعناقُ أسطُرِنا وكمْ غنّينـــا
وطني هنا وَطنُ الإمامِ فمُذ متى
قد صارَ موطِنُنا هنا وَطَنينـــا
ومتى أُحِّلَ لِسُرفةٍ يوماً بأنْ
تمشي على جسدِ الضريحِ ِ هوينا
عُذراً ضريحُكَ في القلوبِ فمرّةً
جرَتْ الدماءُ ومرّةً أجرَينا
فَلأعرُقِ الآهاتِ كانَ عراقُنا
ولِرقّــةٍ في الحُسنِ كنتَ حُسينا
يا أولاً بلداً يعيشُ على الذُرى
حتى نرى عُنُقاً يموت ُ علينا
00000000000000
القصيدة الفائزة بالجائزة الثالثة مناصفة في مهرجان الحسين (ع) الأول للشعر العربي الذي تقيمه كلية الإمام الحسين (ع)الجامعة في كربلاء
محـــور التأريـــخ
أحمد وحيد السليطي
تَعِبَ الزمانُ وما تزالُ تسيرُ
فتجاذَبَتكَ من الدُهورِ دُهورُ
ما زلتَ أكبرَ من مساحةِ نظرتي
يا سيّدي فلكي أراكَ أدورُ
اسماؤنا صارت تَدلُّ على إسمهِ
فحُسينُ في أسمائِنا محفورُ
آبارُ نورٍ حولَهُ في أرضهِ
مُتَحجِّرٌ حولَ الضريحِ النورُ
فالليلُ في أقصى المدينة ِ واقِفٌ
مُتَخفّياً يأتي لهُ ويزورُ
وتجيئهُ الزوّارُ ..أنقى زائِرٍ
مَنْ جَرَّهُ نحوَ الحسينِ شُعورُ
مُتأمِلٌ بضريحهِ وكأنَّهُ
مَسجونُ ينظرُ للطيورِ تطيرُ
وتنامُ كُلُّ الناسِ ِخارجَ صَحنِهِ
وكأنَّ شكلَ الزائرينَ قُبورُ
حتى الترابُ بكى عليه ِ بقبرهِ
ومعَ الترابِ بكتْ عليه ِ صخورُ
والحزنُ بينَ الميتّينَ مُخِّيِمٌ
حتى ليبكي مُنكرٌ ونكيرُ
وتمرُّ أرصفةُ العوالمِ قُربَهُ
وإليهِ من طُرُقِ السماءِ مُرورُ
رفعت يداهُ دُعاءَهُ ما همَّها
ألإصبعُ الموجودُ والمبتورُ
والنهرُ يدعو رَبّــهُ في قلبهِ
اذْ كيف َ يدعو رَبَّهَ المأسورُ
رغمَ المماتِ تظلُّ روحُكَ دائِماً
في جسمِكَ المنصورِ يا منصورُ
وتظلُّ سهراناً بقبرِكَ حيثُ لنْ
تغفو فيفتحُ مُقلتيكَ نشورُ
قتلوا الغيورَ أخاكَ وهو ليومِنا
لا يستكينُ وجسمهُ تنّورُ
ذاكَ الذي لو صاحَ تسمعُ صوتَهُ
وكأنَّهُ يومَ القيامة ِ صــورُ
لمْ ينكسرْ في الطفِّ ظهرُكَ وحدَهُ
كلُّ الخلائقِ ظهرُها مكسورُ
إحساسُنا بكَ كانَ ينقلُ قِصّةً
ما ليسَ ينقلهُ لنا التصويرُ
مِنْ أنَّ صوتَكَ ما يزالُ مُقاتِلاً
ومن الحروفِ سيبدأُ التحرير
0000000000000000000000000
القصيدة الفائزة بالجائزة التقديرية في مهرجان الحسين (ع) الأول للشعر العربي الذي تقيمه كلية الإمام الحسين (ع)الجامعة في كربلاء
سِفــر عاشوراء
حيدر السلامي
بيني وبينكَ في الهوى نَسَبُ
وحديثً وَجدٍ شاعرٌ طَرِبُ
بيني وبينَكَ فكرةٌ ودم ٌ
يعيا بوصفِ جمالِها الأدبُ
ومتى أتيتُكَ حامِلاً طلبي
هيهاتَ يُرفَضُ عندَكَ الطَلَبُ
ولديكَ ألفي حاجتي قُضيتْ
ويطيبُ إنْ عاتبتُكَ العَتبُ
لقد استباحوا سيّدي وطني
وشِعارُ أهلِ الحُكمِ (لاغضبُ)
حصدوا الألوفَ بناسفٍ زُرِعتْ
في رأسِ معتوهِ بهِ عَطبُ
والقبّةُ الشمّاءُ وا أسفا
قدْ هُدِّمتْ وكنوزها نهبوا
كيفَ استطاعَ يمسُّها وَضَرٌ
فأستعبرتْ فتفجَّرَ الذَهبُ
كانتْ عَريناً للتُــقى أبداً
لو إنَّ آساداً لها وثبوا
ماذا أُحدِّثُ سيّدي وبما
ذا تنفعُ الأشعارُ والخُطَبُ
الناطقونَ جميعُهُم سكتوا
الاّ أنا والموتُ والسَغَبُ
والحاكِمونَ جميعُهُم شَهِدوا
لكنّهُمْ لعروشِهِمْ ذهبوا
والعُرْبُ لمّا أُخبروا شَجبوا
لكنّهُمْ منْ بعدِها إنقلبوا
والجارُ ذو قُربى وذو جَنَبٍ
شَمَتوا بِنا في الحالِ وأنسحبوا
عُذراً أبا الأحرارِ شقشقةٌ
هُدِرتْ وقرّتْ ذلكَ النسبُ
عُذراً فقد عادتْ محمّلةً
في جيِدِها لمحمَّدٍ حَطبُ
لمّا رأتْ انَّ العراقَ غدا
يُضحي الرسولَ وتنزلُ الكُتُبُ
جاءتْ بليلٍ تدّعي عرباً
وبريئةٌ من حِقدِها العربُ
عُذراً أبا الفضلِ استبدًّ بـِِنا
حَرُّ الظَما فالقلبُ مُلتَهِبُ
ميراثُ عاشوراءَ جمَّعنا
وتناسلتْ بدمائِنا الكُرَبُ
وصهيلُ خيلٍ وإضطرامُ خِبا
والذكرياتُ وكلُّها صَخَبُ
يا أرضَ عاشوراءَ معذرةً
لِمَن الضحايا اليومَ تُحتَسَبُ
أمّا حُسين ٌ فارتقى دَمُهُ
وتتابعَ القُربى ومنْ صَحـِبوا
والشيعةُ الأحرارُ قد جنحوا
للسِلمِ حتى أنَّهُم نُكِبوا
وأستوحدوا إذْ لا نصيرَ لَهُم
في عالَمٍ بالظُلمِ يَضطرِبُ
يا سفرَ عاشوراءَ مئذنةٌ
منْ ريشِ جبريلٍ بها زَغَبُ
رَفعت كتابَ الله في شَرَفٍ
يُتلى وطافتْ حولَهُ السُحُبُ
تستمطِرُ الآياتِ مُترَعةً
وتفيضُ فيما كفُّها تَهِبُ
وكأنَّها الرمحُ التي رَفَعتْ
رأسَ الحُسينِ فرأسُها خَضِبُ
وكأنَّ عبد الله يحمِلُهُ
عنْ أُمّّــهِ في السامياتِ أبُ
تُنبيكَ انَّ الطفَّ ملحمةٌ
بمناحِرِ الشُهداءِ تلتهِبُ
حتى إذا ما قامَ قائِمُنا
وتكشَّفتْ ما بيننا الحُجُبُ
سِرنا الى الفتحِ المُبينِ دماً
في غَمْرِهِ يتلاقحُ الغَضَبُ
يُنمى الى يومِ النبيِّ هُدىً
ويمدَّهُ بالثورةِ الحَسَبُ
وهناكَ داعي الحقِّ يُعلنُها
طوبى لِمَنْ ساروا ومنْ وهبوا
في مَشهدٍ كلّ ُ الزمانِ أتى
للطفِّ زَحفاً ليتَ يقتربُ
حتى يزورَ بقبرِهِ رجُلاً
هوَ للخلائِقِ كُلِّها سَبَبُ
000000000000000000000000000000000000000000
القصيدة الفائزة بالجائزة التقديرية في مهرجان الحسين (ع) الأول للشعر العربي الذي تقيمه كلية الإمام الحسين (ع)الجامعة في كربلاء
القُبلةُ الأخيرة
مُرتضى الحَمامي
وقَفَ الطريقُ ولا تزالُ تَسيرُ
يا شمسَ عينِكَ والظلامُ ضَريرُ
يا ليلةً صبغتْ سماها قطرةٌ
مِنْ نحرِ جونَ فصمتُها تكبيرُ
يا حُزنَ آخرِ ريشةٍ لَحمامة ٍ
للآنَ فوقَ دمِ الحُسينِ تَطيرُ
يا صبرَ زينبَ والمصائبُ خلفَها
تبكي وزينبُ بالعيالُ تَسيرُ
يا كُنهَ آخرِ نظرةٍ منْ عُمرِهِ
والأرضُ ترجفُ والسماءُ تفورُ
رِفقاً بِنَحرِكَ يا شفاهُ سيوفهُم
قُبَلٌ كما تلقى النبيَّ الحورُ
وولدتَ توأمُكَ الخلودُ بكربلا
لكنَّما عمرُ الخلودِ قَصيرُ
خُذني إليكَ لقد نسيتُكَ داخلي
صدري صغيرٌ والحُسينُ كبيرُ
إنِّي أموتُ قصيدةً فقصيدةً
أنا في دَمِ الشطرِ الأخيرِ أخيرُ
ويطيرُ ترتجفُ الحياةُ بصدرهِ
ولقد ينوءُ بريشهِ عُصفورُ
الله ُ رتَّلَ سورةَ الدمِ عالياً
فوقَ الوجودِ فكنتَ يا عاشورُ
يتنقّلُ الموتُ المُحتَّمُ بيننا
مُستأنِساً ففراشةٌ وزهورُ
يا صبرَ عُكّازِ العليلِ توكَّأتْ
روحُ العراقِ عليكَ حيثُ تدورُ
الدَهرُ دهرُكَ ظاميءٌ فمقاتِلٌ
فمُحرَّقٌ فمُشرَّدٌ فأسيرُ
والليلُ يرقدُ تحتَ شَعررُقيةٍ
أُخرى أفاقتْ حينَ نامَ النورُ
وهناكَ خلفَ النهرِ تُحَمَلُ قُربةٌ
أُخرى سيملاُ صبرَها التحريرُ
وأكادُ اسمعُ جونَ يهمسُ روحَهُ
همساً وقد مرّتْ عليهِ دُهورُ
مولايَ قبِّلني لأُقتلَ مرةً
أُخرى على شَفتيكَ ثمَّ أطيرُ
وتظلُّ آخرةُ المَطافِ بعيدةٌ
والحبلُ منكَ اليكَ فيكَ قَصيرُ
ويسيرُ خلفَكَ كلُّ شيءً ثائرٍ
وعلى جوانبهِ التُرابُ يثورُ
حتى اذا تَعِبَ الجميعُ وأقفلوا
وقفَ الطريقُِ ولا تزالُ تسيرُ
000000000000000000000000000000000000
القصيدة الفائزة بالجائزة التقديرية في مهرجان الحسين (ع) الأول للشعر العربي الذي تقيمه كلية الإمام الحسين (ع)الجامعة في كربلاء
هوَذا دليل العقل
كفاح وتوت
رأسٌ سما فوقَ الجميعِ وسارا
ليُزيحَ منْ ليلِ العقولِ غبارا
يتلو كتابَ الصبرِ وهو على القنا
قد علَّمَ الإقدامَ والإصرارا
شَقَّ الفضا مُستَنهِضاً بإبائهِ
كلَّ النفوسِ فألهمَ الثوُّارا
قدْ ايقظَ التأريخَ من كبواتهِ
وهبَ العصورَ حقائِقاً وأنارا
هوَ ذا دليلُ العقلِ هذا فِكرُهُ
هَدَّ الظلامَ وشيَّدَ الأنوارا
رأسٌ أذلَّ رؤوسَهَمْ بسمّوهِ
اذْ كانَ في وجهِ الردى إعصارا
هوذا حسينُ الطُهرِ ظلَّ مُجَدِّداً
فهو الوريث ُ لِجَدِّهِ اذْ ثارا
تلكَ القلوبُ مُحِبَّةٌ فَتَطيَّبت
وتوغَّلتْ في هَديهِ إيثارا
بكت العيونُ على دِماهُ تَطَهُّراً
وجرت ْ عليهِ دماؤنا أنهارا
بَخلتْ عليهِ مياهُها في شُربَةٍ
فسخا وكانَ الباذلَ المِدرارا
هوَ دليلُ الصبرِ هذا عَزمُهُ
قدْ أذهلَ الدُنيا بما قدْ دارا
يا أيها الرأٍُ الكريمُ نفوسُنا
قَبَعتْ بقاعِ الدهرِ أنّى غارا
عَصفتْ بها الأهواءُ وهي عقيمةٌ
وعلى فُتاتِ السُحتِ كمْ تتبارى
لِخَرابِها تسعى فساءَ بناؤها
ولكمْ بدتْ أخيارُها أشرارا
أيُ الرؤوسِ رؤوسُنا يا سيدي
ولِكُلِ موبِقةٍ غدتْ أوكارا
مَدّتْ لها الأوهامُ كُلَّ غوايةٍ
فتزاحمتْ وتقلّبتْ أطوارا
بمُجونِها طَفَحتْ وطارَ لُبابُها
فتعثرتْ وتدحرجت أحجارا
يا قِمَّةً تعلو ويا ألق العقولِ
ويا مَلاذاً آمناً ومَنارا
ايُّ الرؤوسِ رؤوسُنا يا ثابِتاً
قدْ زادَها وهمُ الحياةِ دوارا
فأمامَ رأسِكَ تنحني كلُ الجبا
هِ بأيِّ وجهٍ نرفعُ الأبصارا
وأمامَ رأسِكَ سيدي دُكّتْ صرو
حٌ للنفاقِ تعاقبتْ أدوارا
يا فارِساً شقَّ الخنوعَ بجأشهِ
ومضى عزيزاً باسلاً مغوارا
قِممٌ سرتْ فوقَ الرماحِ مشاعلا
ورؤوسُنا خلفَ الدُجى تتوارى
أفلمْ يَحنْ وقتُ السطوعِ وجمعُنا
يغدو بحالكِ ظُلمةٍ أقمارا
فيُعادُ للتأريخِ جذوتَهَ التي
كانتْ بعهدِ الأولينَ شَرارا
منْ يوقدُ التأريخَ منْ يشدو لهُ
منْ يهدمُ الأوثانَ والأسوارا
يا غافِلاً طأطيءْ برأسِكَ وأبتعدْ
إنْ لمْ تكنْ متوهّجا نَّوارا
هذا نعيمُ العقلِ فاغنمْ مَجدَهُ
والفكرُ كانَ لرأسِكَ المعيارا
فبدونِهِ وهجُ السراب ِ يُحيطُنا
وتُرى رياضُ الأرضِ فيهِ قِفارا
طأطيءْ فهذا رأٍُ سُ من بكتْ السما
ء ُ لهُ دماً وأبرِكْ لهُ إكبارا
رأسٌ كمئذنةٍ سما فوقَ الجميعِ
لكي نعيشَ بواسلاً ثوُُّارا
ونفوسُنا تفنى بغيرِ صفائِها
فضياعُنا إنْ لمْ نكنْ أحرارا
القصيدة الفائزة بالجائزة التقديرية في مهرجان الحسين (ع) الأول للشعر العربي الذي تقيمه كلية الإمام الحسين (ع)الجامعة في كربلاء
شهيد الطف
مالك محمد جاسم
هيَ ذِكراكَ في الدنى تتجددْ يا شهيدَ الطفوفِ يا سبطَ أحمدْ
هيَ ذكرى بطولةٍ قد تحدّت ظُلمَ باغٍ بمنهجِ ألدينِ ألحــــــدْ
هيَ ذكرى عقيدةٍ كيف تفنى بصليل السيوفِ حقداً وتُحـصدْ
يا شهيداً الى العُلى قد تسامى في جنانِ الخلودِ يحيا ويســعـدْ
يا حُسينَ الإباءِ أنتَ مَنارٌ قدْ هدانا الى الطريقِ المُعبّــــَدْ
أنتَ علمَّتنا الحيــــــــاةَ بِعِّزٍ فأبينا الخنوعَ عيشاً مُقيَّــــــــدْ
أنتَ علَّمتنا إذا ما أدلَّهمتْ سُحُــــبٌ للضلالِ كيـــفَ تُبدَّدْ
فعلى الأرضِ منْ دماكَ عبيرٌ وعلى الأُفقِ منْ ضيائِكَ فرقدْ
يا حفيدَ الرسولِ ذكراكَ باقٍ يملأُ الخافقينِ مجداً وسؤددْ
أنتَ منْ دوحةِ النبّوةِ فَرعٌ علويٌ قد طبتَ أصلاً ومحتدْ
منْ ذُرى هاشمٍ تعالى فَخاراً وإنتساباً الى المكارمِ يُحمدُ
ثائِرٌ أنتَ يا حُسينُ نشيدٌ في فمِ الدهرِ خالدٌ يتجدّدْ
( خالِدٌ أنتَ في نضالِكَ دوماً إنَّما المرءُ بالنضالِ يُخلَّــــدْ )
في ضميرِ الحياةِ صوتُكَ يعلو منذ ُ الفٍ من السنين وأزودْ
وعلى الرُمحِ رأسُكَ الحقُّ يزهو عُنفواناً ...وثورةً ...تتوقَّــدْ
ثورةٌ هزَّتْ العوالَمَ طُرَّاً بِجهادٍ منْ فِكرِها يتولَّدْ
فالكراماتُ حيثُ ركبُكَ يمضي فهو يتلو منْ الكتابِ المُمَجَّدْ
تُرهبُ الظامئينَ حيَّاً وميتاً فَدمُ الحُرِّ صرخةٌ تتردّدْ
فأسأل الطفَّ عنْ دِماءٍ أُريقتْ فأرتوى ظاميُء الثرى وتورَّدْ
وعلى الأرضِِ قدْ هوتْ بشموخ ٍ صفوةُ الأتقياءِ آلُ محمّـــــــد ْ
هذهِ التضحياتُ صارتْ شِعاراً وسِجــــلاًَّ من المآثــرِ .. سرمدْ
يا شهيد الطفوفِ يومكَ دام ٍ ليس يُنسى بهِ انتصارُكَ يشهدْ
سوفَ نبقى علىالولاء ِ يقيناً كيف لا والولاءُ حُبٌّ مُجسَّدْ
مزَّقتنا الأهواءُ حتى غدونا شيَعاً في البلادِ..شملاً مُبدَّدْ
مثلما قطَّعتكَ السيوفُ إنتقاما قطَّعَ الغدرُ جمعَنا المتوحدِْ
فجراحُ الأحرار في كل عصرٍ صرخةَُ الحقِّ للسماواتِ تصعدْ
ينهشُ البعضُ بعضنا ويعادي في صراعٍ على المغانمِ يشّتدْ
في فصولٍ من النوائبِ تترى وفصولٍ من المفاسدِ أنكدْ
لا وصايا المسيحِ هزَّتْ ضميراً في البرايا ولا كتابُ محمَّدْ
كمْ تُرينا الحياةُ في كُلِ يومٍ صوراً لونها المهازلُ أسودْ
سيَّدي من هُداك َفاضفِ علينا علَّنا سيدي بنورِكَ نهتــدْ
القصيدة الفائزة بالجائزة التقديرية في مهرجان الحسين (ع) الأول للشعر العربي الذي تقيمه كلية الإمام الحسين (ع)الجامعةفي كربلاء
في مدارِ الحُسين عليه السلام
نوفل هادي الحمداني
جُرحٌ يفزُّ وأنتَ جُرحُ قد أدَّهُ الشوقُ المُلِّحُ
حتى كأنَّ الكونَ من وجعٍ جراحاتٌ تَســـــِّحُ
حتى كأنَّ الكــونَ ليلٌ فاتَـهُ واللهِ صُبـــــــــحُ
يا سيَّدَ العطشِ المؤبَّدِ هل لفيضِ اللهِ ِ كّبــــحُ
ما زلتَ وإسمُكَ كوثرٌ عذبٌ وكلُّ الكونِ مِلحُ
أوَ بعدَ أن قطعوا نياطَ الصبرِمِنْ حِقـدٍ وشحَّوا
وتصارخــوا بصدى شياطينٍ أبالسةٍ وبَحــَّوا
فاضتْ دموعُكَ طيبةً للناسِ طوفاناً يَــــــلِّـحُ
ومَددتَ جسراً منْ دموعكَ حينَ أعيا البعضَ نُصحُ
وأذِنتَ أنْ يأتوك َكي تبقى تسجِّلَهُم وتمحـــوا
جُرحٌ يَفِــــزُّ وأنتَ جُرحُ يهدا على مضضٍ ويصحو
ويظلُّ يحملُ بوحَ هذي الأرضِ والآهاتُ بــوحُ
ها كلَّما مرَّت طواغيتٌ بسُمِّهمُ وفحَّــوا
كنتَ انتصارَ الدمعِ حيثُ الدمُ للضُعفاءِ رُمحُ
كنتَ انتصارَ الجُرحِ والسكِّينُ للأحقادِ لوحُ
كنتَ اشتعالَ الحرف ِ في شفتينِ اذْ يُدميه شَرحُ
ها أنتَ والكونُ إنتشاءٌ منكَ ريحانٌ وروحُ
أزهرتَ اذْ كنتَ المنارَوأنتَ ملءُ الكونِ صُبحُ
ها أنتَ للدنيا مدارٌ مشرقٌ وصداكَ صرحُ
يا سيَّدَ النصرِ المؤبَّدِ أدَّهُ الشوقُ المُلِّحُ
0000000000000000
القصيدة الفائزة بالجائزة التقديرية في مهرجان الحسين (ع) الأول للشعر العربي الذي تقيمه كلية الإمام الحسين (ع)الجامعة في كربلاء
يا مالِكاً كُلَّ الزمانِ بجُرحــه
في ذكرى ولادة أبي الأحرار سيِّدِ الشهداء ِ عليه السلام
محسن حسن الموسوي
يبقى فؤادي بالولاءِ يُحَّلِقُ
والشعرُ في معناكَ قلبٌ يخفقُ
يا بنَ الرسولِ المُصطفى بكَ يبتدي
عصرٌ بفيضِ دِمائِهِ يتوثَّقُ
قالوا بشعبانَ الولادةُ إنَّما
في كربلا صوتُ الولادةِ يعبقُُ
فهُناكَ يومُ الطََفِ يومُ ولادةٍ
وهناكَ جُرحٌ ثائِرٌ يتخندقُ
يا فاتِحاً عصرَ العُلى بِجراحهِ
لِبَريقِ جُرحِكَ صاعِقٌ يتالَّقُ
فإذا ابتدأنا كنتَ أنتَ نشيدَنا
وإاذا اختتمنا كان َ جُرحُكَ ينطقُ
وإذا دخلنا في رحابِكَ سيِّدي
تسمو معاني الكبرياءِ ِ وتورِقُ
بأبي أبا الأحرارِ كلُّ قصيدةٍ
خرساءَ دونَكَ في رِحابِكَ تشرقُ
يا بنَ الرسولِ المُصطفى حسبُ الفتى
متوَهِجٌ بولائِكمْ مُتَعلِّــــقُ
يا حُصنَ مَنْ لا حُصنَ غير ولائِكمْ
يا عِزَّ مِنْ بولائِكمْ يتخلَّــقُ
إفتحْ مغاليقَ الزمانِ فقدْ دجا
ليلُ الأذى وفمُ الحقيقةِ مُطبَقُ
إفتحْ بجُرحِكَ كُلَّ أسرارِ العدى
بسوى الجراحِ فكلُّ صوتٍ أخرقُ
إفتحْ عيونَ الخائفينَ فإنَّهُمْ
رضخوا لِظُلمِ الغاشمينَ وأطرقوا
يا صوتَ جُرحِ الثائرينَ أثرْ بِنا
ليلَ المَذلََة ِ فالعدى تتدفَّقُ
إفتحْ لنا الدُنيا التي قد أُغلِقتْ
إلاّ على مَنْ للغوايةِ يطرقُ
يا مالِكاً كُلَّ الزمانِ بجُرحِهِ
إعطِ النفوسَ لسانَها كي تنطقُ
فلقدْ ذُهِلنا كيفَ نُعلنُ جُرحَنا
ولقد ذُهلنا كيفَ باسمِكَ ننطقُ
هوَ يومُ شعبانٍ وحُزني ثائِرٌ
ماذا بعاشوراءَ صوتي يخفقُ
مولاي تبتديُْ الفصولُ وتنتهي
والحزنُ في كُلِّ الفصولِ يُحلِّقُ
لا فرقَ فالأيامُ واحدةٌ بنا
هَـمٌّ يذوبُ وآخرٌ يتعلَّقُ
بلوى، دماء المسلمينَ رخيصةٌ
من يشتري.. من ينتقي ..من يسرقُ
لا شيءَ غيرُ ذهولِ قلبٍ مُبتلى
والروحُ من هول ِ الفجيعةِ تشهقُ
فمتى متى يومُ النهوضِ الى العدى
ومتى سيوفُ الصادقينَ ستبرقُ
فأعذرْ أبا الأحرارِ صوتي لو شكا
فأنا ببابِكَ من جراحيَ ألعقُ
تبقى جراحُ الغاضريةِ غضَّةً
والشمرُ في دَمِكَ الطهورِ يُحدّقُ
أنا لا أقولُ قصيدةً لأقولَها
هيَ مُهجةٌ مما جرى تتمزَّقُ
000000000000000000000000
القصيدة الفائزة بالجائزة التقديرية في مهرجان الحسين (ع) الأول للشعر العربي الذي تقيمه كلية الإمام الحسين (ع)الجامعة في كربلاء
صوتٌ من الماضي
هيثم جبار عباس
ناديتُ بإسمِكَ فأستُبيحَ ندائي
وسمِعتُ صوتكَ فاستشاط ولائي
وركضتُ نحو حياضِ زَهِوكَ لاهثاً
وتركتُ ينبوعَ الحياةِ ورائي
فكبوتُ إثرَ خُطاكَ كبوةَ ثاكلٍ
وصرختُ في صمتٍ من الإعياءِ
ونثرتُ بعضَ لواعجي فوقَ الثرى
حتى ترطَّبَ من ثراكَ رجائي
أيقنتُ انَّ اللهَ خالِقُ جنّــــــــــَةٍ
في الأرضِ تُدعى روضةَ الشهداءِ
فأتيتُ أزحفُ كالوليدِ لأُّمــهِ
دُرَّاً يرى في القبةِ الصفراءِ
قبلتُ كفَّ ثَراكَ فانهمرَ الندى
ونفضتُ من عَرَقِ الترابِ رِدائي
وشممتُ في هذا الترابِ مواجِعاً
كُسيتْ بنزعِ شطوطهِا الحمراء ِ
فتركتُ خدَّي في ضريحِكَ ساجِداً
وذهبتُ أبحث ُ عن سبيلِ دمائي
آليتُ أنْ اسقيكَ فيضَ جوارحي
إنِّــي أُلــّطِخُ بالنجيعِ بكائي
فسمِعتُ دمعاً لا يكفُّ صراخُهُ
وبكيتُ صوتاً جاءني بعزاء ِ
علَّقتُ كُلِّــي ليسَ بعض ممالكي
بهواكَ كُُلٌّ دونما استثناء ِ
ورواكَ قدْ أبرى جراحَ مسيرتي
كيفَ الوصولُ وقد ضمِنتُ شفائي
فَلِسِّرِ حُّبِكَ في القلوبِ عُصارة ٌ
ولِسِّرِ نَهجِكَ مسلكٌ بِعناء ِ
تبّتْ أيادي الموتِ منْ أكمامهِا
إذْ قَطَّعتْ كفَّيــنِ من أحشائي
البدرُ تحفظهُ السماءُ بأرضِها
والأرضُ خانتْ بدرَها بسماءِ
فغدا ينادي منْ بقلبهِ جذوةٌ
فأهتزتْ الأكوانُ باستحياء ِ
وسِمعتُ صوتَكَ رُغمَ أبعادِ المدى
وتفاوتِ الأزمانِ وألأنواءِ
مستصرِخاً هلْ منْ يُغيثًُ حرائري
فاستلَّ في الأصلابِ سيفَ ولائي
وحضرتُ طَفَّكَ رغمَ إنِّي غائبٌ
ولقد رأيتُكَ منْ أمامِ ورائي