إعداد
هادي الربيعي
برعاية مؤسسة المرُتقى العراقية
للتنمية البشرية
قسم الإعلام
2008
مقدمــــــــة
لا تعتمد ُ المحاضرات التي تُلقى في هذه الدورة الخاصة في إعداد البرامج الإذاعية ، على الإجتهادات النظرية في إعداد البرامج الإذاعية المتنوعة التي تحتاجها الإذاعات سواء كانت رسمية أو اهلية أو تابعة الى مؤسسات سياسية أو دينية أو اجتماعية التي تحتاج في المحصلة النهائية الى تطبيقات عملية تؤكدُ فاعليتها في الممارسة العملية للكتابة الإذاعية وإنما تعتمد على استخلاص خبرة حقيقية ومعايشة يومية في إعداد البرامج وهي خلاصات مكثفة لطبيعة لإعداد البرامج الإذاعية على أرض الواقع وفي الواقع فإن هذه الخلاصات تنطوي على القواعد النظرية الأساسية للكتابة الإذاعية مدعومة بخبرة عملية على صعيد الممارسة اليومية وهذا لا يعني ان دارسي إعداد البرامج الإذاعية لا يحتاجون الى تطبيقات عملية لما يدرسونه في هذه الدورة ، بل ان الأمر على العكس من ذلك فالتطبيقات العملية ضرورة لابد منها لكل كاتب جاد يريد ان يقدم برنامجاً ناجحاً لإستكمال الفائدة من خلاصة الخبرة التي أشرنا ، وما نريد قوله ان خلاصة الخبرة التي ارتكزت أساساً على القواعد النظرية الأساسية للكتابة الإذاعية تدعمها الممارسة اليومية الفعلية العملية هي ما نحتاج اليه لتخريج كتاب جيدين ومتميزين في لإعداد جميع أنواع البرامج الإذاعية .
وهنا لابد أن أتوقف عند قاعدتين ذهبيتين أساسيتين في إعداد البرامج الإذاعية وأنا مؤمنٌ بان أي خلل في هاتين القاعدتين لابد أن يؤدي الى خلل في البرامج التي يتم إعدادها وتقول القاعدة الأولى ( ضع الرجل المناسب في المكان المناسب) وهذه القاعدة يجب ان يضعها الجميع فوق كل الإعتبارات الأخرى لأنها الدليل الحقيقي الذي يفضي بك الى برامج ناجحة تمتلك أهميتها وفاعليتها لدى جمهور المستمعين وهي القاعدة الأساسية لثوابت العمل الإذاعي التي تقوم على نظرية صائبة وتطبيق صائب ، وكل منطلق صائب على أرض التطبيق العملي لابد ان يؤدي في المحصلة النهائية الى نتائج إيجابية تتمثل في برامج مؤثرة وفاعلة لدى المستمعين الذين تتوجه لهم الإذاعة وإذا كانت هذه القاعدة هي ما يجب أن نضعه في اوليات اهتماماتنا فغن هناك قاعدة ذهبيه أخرى تليها في الأهمية وهذه القاعدة تقول ( دعْ المستمع يرى ما تقول)ومن البداهة ان نقول انك لا تستطيع ان تقدم صوراً بصرية تختصر المعاني بأقل الجهود كما يحدث في السينما والتلفزيون ولكن مطلوب منك ان تحوّل ما هو مسموع الى مرئي من خلال الأذن البشرية ، وبمعنى آخر عليك ان تجسد ما تريد ان تقوله بتفاصيل ذكية ومناسبة مدعومة بمؤثرات مناسبة لكي تكتمل صورةُ ما تريد ان توصله للمستمع بافضل شكل سواء في الإعداد أو التقديم أو المونتاج أو الإخراج وهي العناصر الأربعة الضرورية التي يكتمل من خلالها أي برنامج مكتوب للإذاعة ونعود لنؤكد على القاعدتين الذهبيتين فنقول :
1
/ يجب ان يكون الرجل المناسب في المكان المناسب
2/ دعْ المستمع يرى ما تقول
العناصر الأربعة
----------------
أشرنا في مسار حديثنا الى ان هناك اربعة عناصر ضرورية للعمل الإذاعي وأي خلل في أحد هذه العناصر ، لابد ان يترك تأثيراً على البرنامج الذي يقدم عبر الأثير، ويتمثل هذا التأثير في خلل قد لا يكون واضحاً بطريقة ملفتة للنظر ، ولكنه واضح ٌ لدى أصحاب الخبرة الذين لا يمكن ان يفوتهم مثل هذا الخلل وهذه العناصر هي :
1/ الإعداد الجيد للمادة الإذاعية
------------------------------
ونعني به ان يكون معد البرنامج ملماً بالموضوعة التي يقدمها عبر برنامجه وملما بقواعد إعداد البرامج الإذاعية الأساسية ومستوعباً لطبيعة الإمكانيات التي يتحرك على ضوء قدرتها في العطاء ، بمعنى آخر يحاول المعد أن يقدم مادة مرئية وليست مسموعة من خلال ما يمتلك من إمكانيات مُتاحة ، ونحذر من النقل الآلي من المصادرالمتنوعة سواء كانت صحفاً أو مجلات او انترنيت او أية مصادر اخرى فهذا النقل الآلي قد يوقع المعد في مشاكل هو في غنى عنها كأن تحتوي المادة على أخطاء معلوماتية او طباعية او ان لا تنسجم المادة مع الخط العام للآذاعة والمعد الجيد هو الذي يعيد صياغة المادة التي يأخذها من المصادر لتبدو وكأنها مادة جديدة فلابد ان يترك المعد لمساته على المادة التي يعدها ، وعلى المعد الجيد ان يعدد من مصادر معلوماته وكلما اتسعت هذه المصادر امتلك حرية الحركة لتقديم أفضل ما يحصل عليه عبر برنامجه وقد يبدو هذا العمل متعباً ولكن لنتذكر ان الأعمال الكبيرة تتطلب دائماً جهوداً كبيرة وكلما كان الجهد أكبر كان نجاح البرنامج أكثر تأثيرا وفاعلية لدى المستمع .
2/ التقديم الجيد للمادة الإذاعية
------------------------------
لابد للمقدم الجيد ان يمتلك خبرة مدعومة بالدراسة عن فن الإلقاء ، ولابد له ان يأخذ تمارين صوتية يرفع بها من قوة صوته ، ولابد له أيضا ان يمتلك تصورا عن طبيعة البرنامج الذي يقدمه وان يقدم افضل ما لديه لتجسيد رؤية المعد باداء صوته والأهم من ذلك كله لابد له ان يتقن اللغة العربية إتقاناً مقبولا تقل معه الأخطاء الشائعة التي نلاحظها باستمرار، وقد لا يتوقع الكثيرون ان هناك من يرصد هذه الأخطاء بشكل متواصل قد يثير الإستغراب أحياناً لدرجة الدقة التي يتابع بها بعض المستمعين بعض البرامج الإذاعية ، ولابد للمقدم أيضاً ان يمتلك رصيداً معرفيا ومعلوماتياً يساعده في أداء مهمته الإذاعية وقاعدة (معرفة شيء من كل شيء) مهمة لأي مقدم يريد ان ناجحا في حياته العملية .
3/ المونتاج الجيد للمادة الإذاعية
----------------------------------
المونتاج هو غرفة العمليات المهمة التي تضع اللمسات الأخيرة على أي برنامج إذاعي ، ومن صفات المونتير الجيد ان يمتلك رصيداً جيداً من البرامج والمؤثرات التي تساعده على أداء مهمته في فلترة البرامج ووضع المؤثرات المناسبة لها بتوجيه من معد البرنامج وحقيقة مهمته تكمن في تجسيد رؤية المعد ولكن بإسلوبه الخاص الذي يعتمد على ابداعه الشخصي ، ومعروف ان المونتاج هو أهم مرحلة من مراحل إعداد أي برنامج لآنه المرحلة الحاسمة التي يبدأ بعدها بث البرنامج على الهواء ليبدأ دورة حياته الفاعلة في حياة المستمعين ، ولقد ساعدت برامج المؤثرات الحديثة على الإرتفاع بأداء العاملين في المونتاج الإذاعي وما لم يستثمر العاملون في هذا الميدان هذه المؤثرات استثماراً يدل على متابعة متواصلة واستيعاب لطبيعة هذه البرامج وامكانياتها الواسعة فإن أداء المونتير يظل دون المستوى المطلوب مما يفضي الى خلل قد يبدو متوارياً عن الأنظار ولكنه لا يتوارى عن أصحاب الخبرة الذين يلتقطونه بسهولة ويسر ، وتعدد الخلل في أماكن متعددة يؤثر سلباً على الأداء العام للإذاعة وقوة الإذاعة الحقيقية تكمن في رصدها للأخطاء وتجاوز هذه الأخطاء اينما كانت ، وقوة الإذاعة أيضاً تكمن في قوة القدرات الإبداعية التي تقف وراء البرامج التي يتم بثها عبر الأثير ، وقوة الإذاعة ايضاً تكمن في إحترام الزمن وتقديم البرامج في مواعيدها المحددة دون عوائق لا تعني المستمع .
4/ الإخراج الجيد للمادة الإذاعية
-------------------------------
المخرج هو العقل الإبداعي الذي يقف وراء أي برنامج تقدمه الإذاعة ، وهو من اهم العناصر التي تعمل على الوصول باي برنامج الى النجاح المطلوب وينبغي على المخرج ان يكون مبدعاً في عمله ويجب ان تتوفر فيه المؤهلات المطلوبة التي تؤهله لإشغال هذا الموقع فهو سيد العمل وهو قائد فريق العمل الفني وعليه يتوقف فشل البرنامج او نجاحه وهو العقلية التي يُعتمدُ عليها في ايصال اداء جميع العاملين الى المستوى المطلوب فنياً وإذاعيا وإذا كان المطلوب هو ان يرتفع أداء جميع العاملين في فريق العمل الإذاعي الى اعلى المستويات فان جزءاً كبيراً من هذه المهمة يقع على عاتق المخرج على وجه التحديد وعليه تقع مسؤولية الحصول على أفضل أداء من جميع العاملين في فريق العمل فهو مؤلف ثان للمادة الإذاعية ولكن برؤية ابداعية ومن صفات المخرج الجيد أن يكون ملماً بقواعد العمل الإذاعي الأساسية ويمتلك تصوراً واسعاً عن مهام الإعداد والتقديم والمونتاج ويمتلك خزيناً معرفياً واسعاً في ميدانه يؤهله لإداء مهمته ، وحقيقة الأمر ان هذه المسؤولية تقع على عاتق جميع افراد فريق العمل الإذاعي ولكنها تتركز على المعد والمخرج بصورة اكثر فالمقدم والمونتير هما أداتان ابداعيتان لتنفيذ ما يدور في رأس المعد والمخرج ، وهاتان الأداتان ينبغي أن تمتلكا شخصيتهما الأبداعية المستقلة بالرغم من اعتبارهما أداتي تنفيذ للمادة الإذاعية
إعداد البرامج الإذاعية
---------------------
لا يمكن لأية إذاعة ان تواصل عملها دون الإعتماد على الدورة الإذاعية ، والدورة الإذاعية هي مجموعة البرامج التي تبثها الإذاعة خلال فترة بثها الإذاعي ومدة الدورة الإذاعية كما هو شائعٌ ومتعارفٌ عليه ثلاثة أشهر، تتجدد بعدها الدورة الإذاعية بعد مراجعة شاملة للبرامج التي تم تقديمها خلال الدورة الإذاعية السابقة وهدف الدورة هو معرفة البرامج الناجحة والبرامج الخاملة التي لا تمتلك تأثيراً وفي الدورة الإذاعية الجديدة يتم استبدال البرامج الخاملة ببرامج جديدة لتجاوز حالة الضعف في الدورة السابقة والهدف الستراتيجيً من الدورة الإذاعيةهوالأبقاء على حالةالحيوية والتوهج لبرامج الإذاعة من خلال معرفة مدى تواصل المستمعين معها وهدف كل إذاعة هو الأستحواذ على اكبر عدد من المستمعين من خلال عناصر الجذب الكامنة في البرامج التي تبثها هذه الإذاعة عبر جميع البرامج التي تقدمها خلال فترة بثها الإذاعي وعناصرُ الجذب والتشويق مهمة جداً لإثارة المستمع والإستحواذ على إهتمامه ونظراً لكثرة الإذاعات في العراق بسبب الإنفتاح الإعلامي الجديد فإن جميع هذه الإذاعات تعيش حالة تنافس متواصلة لتقديم أفضل ما لديهالخدمة المستمع وبهذه الطريقة تحاول جذب إهتمامه ليكون متابعاً دائماً لبرامجها ، وحقيقة الأمر ان نجاح أي لإذاعة إنما يقم على مدى تفاعل المستمعين معها وبتواصل هذا التفاعل ينضمُ دائماً مستمعون جُدد يضيفون رصيداً جديداً من المستمعين الذين يعززون دور الإذاعة واهميتها في الحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية ، وبشكل عام وكما أشرنا سابقاً يتركز إعداد جميع البرامج الإذاعية على العناصر المهمة في الإعداد الجيد والتقديم الجيد والمونتاج الجيد والمخرج الجيد وتوفر المستلزمات الضرورية والمهمة لإعداد البرامج ومنها المصادر المتنوعة ومنظومة الأنترنيت وكل ما يساعد العاملين في فريق العمل الإذاعي على أداء مهماتهم بشكل أفضل وتنطيق هذه المواصفات على جميع أنواع البرامج التي تقدمها الإذاعة خلال فترة بثها الإذاعي.
عناصر الإعداد الجيد
------------------
لابد من توفر شروط معينة في أي معد لأي نوعٍ من انواع البرامج الإذاعية والقاعدة الذهبية التي تطرقنا اليها حول وضع الرجل المناسب في المكان المناسب تفترض ان يكون المعد ملائماً لطبيعة ونوع البرنامج الذي يقدمه فنحن لا نستطيع ان نضع رجل الدين مثلاً في تقديم برنامج للشعر الشعبي أو السياحة فرجل الدين مكانه البرنامج الديني وهو أدرى بمكة وشعابها في ميدان تقديم المعلومة الدينية واختيار الشخصيات الدينية المناسبة التي تؤهل برنامجه للنجاح كما اننا لا نستطيع ان نضع رجلا ً له خبرات واسعة في عالم الرياضة في برنامج لا يتناسب مع مؤهلاته والأمثلة على ذلك كثيرة ومما لاشك فيه ان التخصص ضروري والرجال الناجحون في ميدان العمل الإذاعي هم الرجال الأكثر تخصصاً في ميادينهم واذا امتلك المقدم شخصيته المتميزة قد لا نستطيع ان نتصوره في أي مكان آخر .
ونعود للتأكيد على ان المعد الجيد لأي برنامج إذاعي سواءً كان يقدم مادة مقروءة أو يقدم في برنامجه لقاءً مع احدى الشخصيات ، لابد ان يكون ذا قاعدة واسعة من المعلومات التي تسند عمله وتعينه على تنفيذ مهماته وكلما اتسعت هذه القاعدة زاد ثراء المادة التي يقدمها لمستمعه وفن إعداد المواد الإذاعية يتطلب مهارة عالية فاذا كنت قد أخذت مادةً من كتاب أو أي مصدر آخر فعليك أن تعد المادة بطريقة يشك معها حتى كاتب المادة بأنها تعود له وقد يبدو هذا صعباً في البداية ولكن مع التمرينات المتواصلة ومع تراكم الخبرة اثناء العمل يمكن للمعد ان يصل الى نتيجة مقبولة على هذا الطريق وهنا اود التأكيد على ان لا تفلت ورقة من أوراق البرنامج من رقابة المعد لتضمن وصول المعلومة السليمة والدقيقة للمستمع بلا أخطاء او بأقل نسبة ممكنة من الأخطاء .
ان القاعدة الفكرية والمعلوماتية الواسعة لأي معد تمهد دائما لولادة برنامج جيد ضمن ضوابط الإعداد السليم والمعد الذي يمتلك مثل هذه القاعدة يمكن ان يؤثر ايجاباً على مستويات العاملين معه في فريق العمل الإذاعي وحين نعود للتأكيد على بعض الظواهر في العمل الإذاعي فذلك لأن هذه الظاهر اصبحت ذات تأثير سلبي على أداء معظم الإذاعات التي نستمع اليها ومشكلة الأداء السليم للغة العربية اصبحت ظاهرة خطرة من وجهة نظري ينبغي التوقف عندها كثيراً وهذا التأكيد ليس حلاً للمشكلة ولكنه تنبيه لوجودها المتواصل والحل الأمثل لهذه الظاهرة يتركز في نقطتين مهمتين :
1/ وجود مشرف لغوي يوقع على البرامج التي يتم إعدادها من قبل معدي الإذاعة والحرص على ان لا يتم بث أي برنامج دون موافقة هذا المشرف اللغوي ، وهذا يشمل بطبيعة الحال البرامج المكتوبة فهناك برامج تبث على الهواء مباشرة تفلت من رقابة اللغوي وتقع على عاتق ثقافة فريق العمل الإذاعي وهنا تبرز الحاجة الى النقطة الثانية وهي :
2/ إعداد دورات مكثفة في اللغة العربية لجميع من يعنيهم إعداد البرامج الإذاعية ولا يتوقف الأمر عند المعدين فقط بل يتجاوز ذلك الى جميع العاملين في الإذاعة والذين يحتاجون في أعمالهم الى ثقافة لغوية يستطيعون من خلالها رصد الأخطاء بهدف تجاوزها اضافة الى انها ثقافة عامة يحتاجها الجميع بدون استثناء في حياتهم العملية
البرنامج المغلق والبرنامج المفتوح :
--------------------------------
1/ البرنامج المفتوح
نقصد بالبرنامج المفتوح هو ذلك البرنامج الذي يمتلك قدرة الإستمرارية للتواصل عبر الدورات الإذاعية اللاحقة بسبب حضوره الفاعل وتأثيره في مستمعي الإذاعة فهو مفتوحٌ على سقفٍ زمني غير محدد قد يتواصل لسنوات عديدة وبعض البرامج المهمة قد تمتد لأكثر من عشرين عاما دون أن تفقد أهميتها بل على العكس من ذلك فان أهميتها تزداد مع إتساع الفترة الزمنية التي عاشتها وتعيشها ومثل هذه البرامج تصبح جزءاً من حياة المستمع ويومياته والبرنامج المفتوح يطرح عادة قضايا ساخنة ومتجددة وغير قابلة على النفاد أو انها تمتلك قدرة التواصل عبر اكبر فترة زمنية ممكنة ولنأخذ على سبيل المثال برنامجاً يتناول القضايا الإجتماعية ونحن نعرف ان المشاكل لدى الجميع متشابهة وأي طرح جديد لا ينفي الحاجة لمثل هذه البرامج التي تظل متجددة لحاجة الناس المتواصلة لها كما اننا نعرف ان مشاعر الحب والكراهية والخوف والخيانة والتضحية والجبن وجميع المشاعر الإنسانية الأخرى معروفة لدى الجميع منذ الأزل ومع ذلك ما زال طرحها يبدو جديدا لأنه يتجدد مع متغيرات العصر وتحولاته ، فالحب اليوم هو نفس الحب في الأمس ولكن بمتغيرات جديدة فرضتها ضرورة العصر ، كما ان الكراهية اليوم هي نفسها في الأمس ولكن مع أساليب جدية في الغدر والإنتقام لم تكن معروفة في السابق ويسري ذلك على جميع المشاعر الإنسانية الأخرى التي تتجدد مع متغيرات العصر ومثل هذه البرامج قد تقدم طروحات للمستمع يمكن ان يستفيد منها في حياته اليومية كما ان هناك دائماً من يقدم طروحات جديدة تتناسب مع إيقاع العصر ومتغيراته فالتأثيرات التي أحدثها الستلايت مثلا على المجتمع لم تكن موجودة سابقا لان الستلايت لم يكن موجوداً وبهذا الستلايت برزت أنواع جديدة من المشاكل التي تتطلب طروحات جديدة تتناسب مع إقاع العصر ومتغيراته .
2/ البرنامج المُغلق
-------------------
أعني بالبرنامج المغلق هو ذلك البرنامج الذي يحمل بذرة موته في احشائه ، لأنه لا يمتلك قدرة التواصل والعبور الى الدورات الإذاعية اللاحقة الجديدة بسبب محدودية الأُفـق الذي يتحرك فيه وعلى معدي البرامج ان يحذروا من إعداد البرامج المغلقة لأنها برامج محكومة بعدم قدرتها على التواصل اولا ولأنها برامج تسيءُ الى شخصياتهم الإبداعية وقدراتهم عند تعرضها للفشل الأكيد ، وقد تثير مثل هذه البرامج إهتماماً آنياً ولكنه إهتمام محكوم بفترة زمنية قصيرة سرعان ما يتلاشى بعدها من الوجود حيث يصل الى مرحلة الخمول لعدم وجود المادة الأساسية التي يعتمد عليها ولابد من مثال عملي على ذلك فنقول انك اذا اعددت برنامجاً عن رؤساء العشائر مثلاً فأنت محكوم بعدد قليل من رؤساء العشائر الموجودين فعلاً وبعدها قد تضطر للاستعانة بمن هم أقل أهمية منهم ثم تبحث عن الأدنى بهدف التواصل ولكنك في المحصلة النهائية تصل الى طريق مسدود لتصل الى مرحلة لا تجد معها المادة الأساسية التي يعتمد عليها البرنامج وتضطر للوصول الى اللحظة الحرجة التي نخشاها جميعا والتي تضطر معها الى قطع البرنامج مع ما يترتب على ذلك من سلبيات عليك ولكي تتجنب هذا المأزق عليك ان تحسب حسابات المستقبل عند إعدادك لأي برنامج إذاعي واحرص دائما على ان يمتلك البرنامج الذي تعده الفضاء الزمني الأوسع الذي يضمن لك الإستمرارية والتواصل وعبور الدورات الإذاعية الجديدة .
أزمنة البرامج
-------------------
يتحدد زمن البرنامج بطليعته وطبيعة المعلومة التي يقدمها للمستمع فهناك برنامج يستغرق خمس دقائق وهناك برنامج يستغرق عشر دقائق وهناك برنامج يستغرق ربع ساعة وهناك ايضا برامج تستغرق نصف ساعة وساعة وربما اكثر من ذلك وبرنامج مثل موجز الأنباء الذي يترافق عادة مع بدايات ساعات البث الإذاعي أو بعض بدايات ساعات البث الإذاعي لا يمكن ان يستغرق اكثر من دقيقتين او ثلاث دقائق وهذه هي طبيعة مثل هذا البرنامج ونحن نسميه برنامجاً لأنه يتطلب في اعداده العناصر الأساسية في الإعداد الإذاعي المعد، المقدم ، المونتاج ، المخرج ، ولا يقلل حذف المونتاج من هذه العناصر من أهمية كونه برنامجاً لأنه يبث على الهواء مباشرة ففي أحيان كثيرة ( وهذا هو المطلوب والضروري) يدخل الموجز الى غرفة المونتاج لإعداده قبل بثه على الهواء مباشرة ، وحتى لو لم يدخل الى هذه الغرفة فانه يظل مرتكزاً على ثلاثة عناصر أساسية من عناصر الإعداد الأربعة ونعني بها الإعداد، الإخراج، التقديم .
تقدم أغلب الإذاعات وجهة نظرها على شكل تقرير يومي يُقدم بعد نشرة الأخبار مباشرة ومثل هذا التقرير لا يزيد زمنه على خمس دقائق ومثل هذا البرنامج لا يحتمل أساساً أكثر من هذا الوقت فهو يكاد يكون مفصَّلاً لهذا الزمن .
وقد تستغرق نشرة الأخبار ربع ساعة أو أكثر ويتوقف ذلك على مدى عناية الإذاعة بنشرة اخبارها والنشرة الإخبارية من البرامج المهمه والأساسية التي يتابعها المستمع ليتابع من خلالها مستجدات الأوضاع السياسية والأقتصادية والأجتماعية والمتغيرات التي تحدث بيم الحين والآخر وينبغي ان نتذكر ان هناك دائماً متابعين مثابرين لنشرة الأخبار وهم حريصون على ان يتواصلوا مع كل نشرة جديدة لذلك ينبغي الإهتمام المتواصل بنشرة الأخبار ودعمها بتقارير صوتية من مواقع الحدث .
وبشكل عام فان أزمنة البرامج تقع في ربع ساعة ونصف ساعة وساعة كاملة آخذين بنظر الإعتبار التناسب بين زمن البرنامج والموضوع الذي يتناوله وطبيعة البرنامج في الغالب هي التي تفرض الزمن المطلوب الذي يستطيع من خلاله البرنامج توصيل المعلومة المراد توصيلها الى المستمع وينبغي ان يكون البرنامج خلال فترته الزمنية مشدوداً ومشوقاً وغير قابل للترهل وينبغي دعم البرنامج دائماً بما يجعله متواصلاً بفاعلية أكبر وعلى سبيل المثال فان نشرة الأخبار حين تكون مدعومة بتقارير صوتية هي ليست نفسها حين تكتفي بقراءة ما موجود في الأوراق فقط وحجم المسؤول الذي يتحدث يضفي أهمية أكبر من حجم مسؤول غير فاعل في الحياة اليومية والحكمة التي اود ان اقدمها لك ايها المعد السائر على الطريق هي اجعل برنامجك ساخنا على الدوام بكل الطرق والوسائل المتاحة لديك .
ومعروف ان هناك برامج يومية وبرامج اسبوعية وبرامج نصف شهرية وان هناك برامج يعاد بثها وهي البرامج المهمه التي تستهوي المستمع .
ان كتابة برنامج يتطلب ست صفحات من القطع الكبير أو أكثر بقليل وعدد صفحات البرنامج يرتبط بطبيعة البرنامج فاذا كان هناك لقاء أو ضيف فان هذا العدد يقل بطبيعة الحال وتستطيع ان تقول ذلك على برنامج النصف ساعة الذي يتطلب في المعتاد ثلاث عشرة صفحة أو أكثر بقليل وأيضا احسب حساب وجود الضيف عند اعدادك للبرنامج والزمن الذي اعددته له والتوقيت من أهم الضروريات التي يجب ان ينتبه لها المعد لكي لا يقع في مأزق مع المادة التي يقدمها والضيف الذي يشارك في برنامجه وقد علمتني التجربة ان معظم الضيوف قد يتأخرون لهذا السبب او ذلك وذلك بسبب عدم فهمهم لأهمية التوقيت الإذاعي ودقته وعند استضافتك ضيفاً اعطه وقتا يسبق البرنامج بما يجعلك قادراً على التصرف ومعالجة الموقف في حالة غيابه عن برنامجك والأفضل ان تسجل اللقاء لكي تمتلك الحرية الكاملة في التصرف وهذا يعني ايضا ان تسجل أكثر من لقاء لمعالجة مثل هذه الحالات الطارئة
فريق العمل الإذاعي
-------------------
لكل برنامج فريق عمل خاص به والعمل بروح الفريق الواحد هو ما يجعل البرنامج ناجحاً وقادراً على التأثير والتواصل وإبداء الآراء والملاحظات بين فريق العمل هو حالة صحية ينبغي ان نحرص على تواصلها فقد يقترح المونتير مثلاً مقترحاً لم يخطر على بال المعد في وقت يكون فيه هذا المقترح دعماً قوياً للبرنامج وقد يقترح المقدم أو المخرج مثل هذه المقترحات التي تصب في صالح العمل الإذاعي واعتقد ان جلسة عمل اسبوعية او نصف شهرية او شهرية على أصعب الإحتمالات من المسائل المهمة والضرورية التي يجب ان يحرص اعضاء فريق العمل الإذاعي على ديمومتها لطرح افضل المقترحات لتطوير البرنامج والبحث عن جوانب الضعف والخلل فيه ليت تلافيها في الحلقات المقبلة ومن المهم ا، تأتي الآراء والمقترحات من جميع أعضاء فريق العمل الإذاعي فهذا يمنح الجميع إحساساً بالمسؤولية المشتركة والتعاون الوثيق والخلاّق على طريق تحقيق أفضل النتائج ورصد اهم الأخطاء التي حدثت في حلقات سابقة وينبغي ان نتذكر دائماً ان الإعتراف بالخطأ في الوقت الذي يكون فيه فضيلة وسلوكاً أخلاقياً عالياً فانه أيضاً وصول ٌ الى نصف الحل والنصف الآخر يتعاون الفريق على تحقيقه ومقولة الفرسان القدماء التي تقول الواحد للكل والكل للواحد هي ما نؤكده على فريق العمل الإذاعي فالنجاح الحقيق هو ثمرة كل العاملين وليس ثمرة عامل واحد فقط وهذه الحقيقة لا تحتاج الى أي نقاش لباهتها فالنجاح لا يتوقف على عنصر واحد وحين يحدث هذا فعلى المعد الذي نسميه متفرداً ان يشرك الآخرين بثمار عمله لأن نجاح عمله مرتبط بجهود اعضاء الفريق العامل معه والعمل بروح الفريق الواحد بروح تتعالى على الصغائر والممارسات التافهة يشعر الجميع بمتعة العمل بروح الفريق المتضامن على طريق تحقيق أفضل النتائج .
أنواع البرامج الإذاعية
-------------------------
تأخذ البرامج الإذاعية بشكل عام بنظر الإعتبار تغطية جميع جوانب الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية وأهم البرامج الإذاعية لتغطية هذه الجوانب المهمة هي :
1/ البرامج السياسية
2/ برامج المنوعات
3/ البرامج الثقافية
4/ البرامج الإجتماعية
5/ برامج الرياضة والشباب
6/ البرامج الصحية
7/ البرامج العلمية
8/ البرامج الأمنية
9/ البرامج المرورية
10/ برامج البيئة والتلوث
11/ البرامج الدينية
12/ البرامج السياحية
13/ برامج الآثار والتراث
14/ البرامج المهنية
15/ البرامج الإقتصادية
16/ برامج الأطفال
17/ البرامج التأريخية
18/ برامج الشعر الشعبي
19/ الدراما الإذاعية
20/ برامج اخرى تفرضها الحاجة
21/ البرامج الفنية
22/ برامج التنمية الإجتماعية
23/ برامج التربية والتعليم
24/برامج العمل والضمان الإجتماعي
25/ البرامج الزراعية
1/البرامج السياسية
-------------------
وهي من اهم البرامج التي يتابعها المستمع باستمرار ويحرص على التواصل معها وينبغي ان يكون هناك فريق عمل يحمل مؤهلات تجعله فاعلا في تقديم البرامج السياسية وفي البرامج السياسية هناك كما أشرنا موجز الأنباء والنشرة المفصلة وتقارير المراسلين التي تدعم النشرة المفصلة ويمكن ان تكون هناك برامج لمقابلة الشخصيات السياسية الفاعلة في الحياة ويمكن ايضا ان تكون هناك برامج لرصد الظواهر السياسية السلبية التي يعاني منها الواقع السياسي في العراق او في العالم العربي والعالم والمهم في هذا الجانب ان تكون هناك كوادر كفوءة لها معرفة واسعة بالواقع السياسي ومتغيراته وان تمتلك جرأة الطرح الذي لا يتنافى مع اخلاقيات العمل الإعلامي القائم على تقديم خدمة نقية من الشوائب للمجتمع .
2/برامج المنوعات
-------------------
تعتمد الإذاعة على برامج المنوعات لإستقطاب أكبر عدد من المستمعين من خلال ما تقدمه لهم من مادة تخفف عنهم عناء اليوم وتزرع على شفاههم الإبتسامة والفرحة رغم معوقات الحياة الكثيرة وهذه البرامج تمنح المستمع فسحة الأمل وأشراقته ليواصل حياته ويومياته بإشراقة الأمل التي يزرعها البرنامج المنوع في أعماقه ، وتلاقي برامج المنوعات صدى مقبولا وأحياناً واسعا من قبل المستمعين وخصوصا اذا اتيحت الفرصة المناسبة ليشارك المستمع ايضا في بعض فقرات البرنامج . وبرامج المنوعات عديدة ومتنوعة وغالبا ً ما يحتوي البرنامج المنوع على مواد مختلفة ومنوعة تتوزعي بين الخبر العلمي السريع والخفيف والخبر الذي يحتوي على الطرافة والإبتسامة وطرائف التأريخ والأمثال العربية وأمثال الشعوب الأخرى وقد يحتوي على أقوال الحكماء وحياة بعض المبدعين الذين يتسمون بغرائب العادات أضافة الى فقرات عديدة اخرى يعمل المعد على توفيرها في البرنامج المنوع ومن لا يمتلك روح الفكاهة والدعابة قد يجد صعوبة في إعداد البرنامج المنوع الذي يتطلب مرونة كبيرة وابتعاداً عن الجدية ومهمة المعد ان يمنح فريق عمله روح الفكاهة التي تنعكس على أداء مقدم البرنامج والمهمة الأساسية التي تقع على عاتق معد البرنامج المنوع تتلخص في كونه يتعامل مع شرائح اجتماعية متعبة في عنائها اليومي وتحتاج لمن يسندها لتواصل هذا العناء الذي يعتبر كفاحاً يومياً مريراً من أجل لقمة العيش ويمكن ان تكون هناك انواع عديدة من برامج المنوعات كأن يكون هناك برنامج خاص بالطرائف وبرنامج خاص بغرائب المشاهير وبرنامج خاص بطرائف التراث العربي وبرامج اخرى عديدة يمكن ان تولد وتواصل دورة حياتها إذا احتوت على عناصر البقاء اللازمة لها في دورة حياتها الإذاعية ٍٍٍولنؤكد دائماً ان المقدم الجدي ذا الصوت الأجش الخشن لن يكون ملائِماً في البرامج المنوعة التي تتطلب أصواتاً بعيدة عن الجدية المطلوبة في نشرة الأخبار مثلاً ومن الضروري ان نشير ان المقدم الموسوعي الذي يمتلك رصيداً معرفياً واسعاً سوف يكون حضوره اكثر فاعلية في البرنامج المنوع إذا عرف كيف يسرب ( وبالأتفاق مع المعد) بعض خزينه من الطرائف والغرائب التي تنسجم مع بعض الفقرات التي يقدمها عبر البرنامج المنوع .
3/ البرامج الثقافية
-------------------
تعكس البرامج الثقافية بشكل عام ما يحدث في البلد من فعاليات ثقافية تقوم بها المؤسسات والمنظمات المعنية بتفعيل الواقع الثقافي وتصعيد وتائره ، وتتوجه البرامج الثقافية الى شريحة إجتماعية واسعة من المثقفين والأدباء والشعراء وعشاق الأدب والإبداع كما انها قد تكون وسائل مساعدة لتطوير بعض القابليات والمواهب الأدبية في الشعر والقصة والرواية والنقد الأدبي ، من خلال تخصيص برامج خاصة بالموهوبين السائرين على طريق الإبداع ، ولابد لمقدم مثل هذه البرامج ان يكون مثقفاً بشكل استثنائي ومستنداً على ثقافة نقدية واسعة تؤهله لتصحيح مسارات المبدعين الذين يبدأون اولى الخُطى على طريق الإبداع ، واود ان اؤكد على معد مثل هذا البرنامج أن لا يكون جارحاً في نقده أن يوصل المعلومة النقدية بروح المحبة التي تشعر الموهوب ان هناك من يساعده فعلاً على تجاوز أخطائه ، وأي خلل في هذا التعامل يجعل الموهوب ذا حساسية مفرطة يعتقد معها بان هناك من يحاربه بدلا من أن يقوّّمه ويهتم بأعماله رغم انها ما زالت في البدايات ، ولنتذكر ايضا ان كبار المبدعين في العالم بدأوا صغاراً ثم تحولوا الى شموس مضيئة في عوالم الإبداع ، بل ان بعض كبار المبدعين سواءً في العلم أو الأدب بدأوا حياتهم فاشلين وبالإصرار المتواصل عوضوا فشلهم بأعمال كبيرة خالدة ، ويحضرني توماس أديسون صاحب الأف اختراع كما يسمونه رغم انه اخترع اكثر من الف إختراع فقد بدأ هذا العبقري فاشلاً في دراسته وكان يجلس في الصف دون ان يفقه شيئاً مما يقوله المعلمون حتى ملّوا منه وحملوهالى أمه وهم يؤكدون لها ان هذا الطفل لافائدة ترُجى منه ، وهذا الطفل الفاشل هو الذي غزا العالم باختراعاته المثيرة والمدهشة والتي ما زال تأثيرها قائما في حياتنا اليومية حتى الآن وهناك عشرات الأمثلة الأخرى على ذلك
تتوزع البرامج الثقافية على عدد من الموضوعات التي يمكن ان يتناولها البرنامج الثقافي فقد يكون هناك برنامج خاص للقصة القصيرة وقد يكون هناك برنامج للمواهب الشابة وقد يكون هناك برنامج يتناول أحدث الإصدارات الثقافية وقد يكون هناك برنامج يتناول جوانب النقد الأدبي وقد تكون هناك برامج لقاءات خاصة تلقي الضوء على تجارب المبدعين وقد يكون هناك برنامج يلقي الضوء على الحياة الثقافية العربية أو العالمية وقد يكون هناك برنامج يلقي الضوء على التجارب الشعرية وقد يكون هناك برنامج قراءات شعرية لكبار الشعراء أضافة الى برامج أخرى عديدة تدور حول الثقافة والأدب وألإبداع .
4/ البرامج الإجتماعية
---------------------
يعاني العراق من مشاكل عديدة بسبب الظروف القاسية التي عاشها خلال اكثر من ثلاثة حروب مال زالت نيرانها مشتعلة حتى الآن , وقد افرز هذا الواقع مشاكل اجتماعية كثيرة ، يضاف لذلك عدم استقرار الأوضاع وتوفر الأمن المطلوب لحياة اجتماعية هادئة وقابلة للنمو والتطور ، وهنا يأتي دور البرامج الإجتماعية لطرح المشكلات التي يعاني منها المجتمع ووضع الحلول المناسبة لها ، أو على الأدق اقتراح الحلول المناسبة لها فالأذاعة ليست جهة تنفيذية ولا تملك سلطة قرار ولكنها تملك سلطة الإعلام الذي يشخص الظواهر السلبية ويضعها أمام انظار السادة المسؤولين لوضع الحلول المناسبة لها وفي أحيان كثيرة يندمج البرنامج السياسي مع البرنامج الإجتماعي من خلال بعض البرامج التي تمد الجسور المباشرة بين المواطن والمسؤول وبشكل عام فان البرامج الإجتماعية تتوزع على برامج قد تعنى بالجانب النفسي وبرامج قد تعنى باوضاع الأرامل والمطلقات وبرامج تعنى بالخدمات الإجتماعية العامة وبرامج تُعنى بالرعاية الإجتماعية ودور الإيتام، وتقع البرامج التربوية ضمن الإطار العام للبرامج الإجتماعية ويمكن ان نخصص لها جانبا خاصاً ضمن الإطار العام للبرامج الإذاعية تحت عنوان برامج التنمية ولكن مثل هذه البرامج تقع ضمن إطار البرامج الإجتماعية ومع ذلك خصصنا هذا العنوان لالقاء بعض الضوء عليه
5/ برامج الرياضة والشباب
---------------------------
وهي البرامج التي تُعنى بشريحة الشباب الواسعة وتطرح بعض مشكلاتهم وهمومهم اليومية والعامة وتبحث هذه البرامج في المعتاد افضل السبل لخدمة الشباب من خلال العمل على توفير الخدمات التي يحتاجونها في شتى جوانب الحياة ومن هذه الخدمات على سبيل توفير برامج الرياضة والعمل على اسناد الفرق الشعبية من خلال الإتصال بالمسؤولين وبحث هموم الشباب بعد توفر اجهزة معلوماتية حديثة خلقت مشاكل جديدة ينبغي اسناد الشباب لمواجهتها بطرق سليمة
وتتوزع البرامج الرياضية على عدد من البرامج فهناك برنامج لكرة القدم وهناك برامج اخباري عن الرياضة والشباب وهناك برنامج عن هموم الشباب ومشاكلهم وهناك برامج عديدة أخرى يمكن التعرف على ضرورة وجودها في الدورة الإذاعية من خلال دراسة الواقع اليومي المُعاش للشباب من خلال المسح الميداني الفعلي لمشاكل الشباب ومعاناتهم اليومية ومن المهم في مثل هذه البرامج ان تمد جسوراً قوية مع مراكز الشباب ومسؤولي الشباب وجميع المنظمات الأخرى التي تعمل على توفير الخدمات لهذه الشريحة الإجتماعية الواسعة ومن المهم ايضا اجراء اللقاءات المباشرة مع الشباب لمعرفة طبيعة همومهم اليومية بشكل خاص والهموم العامة بشكل عام .
6/ البرامج الصحية
---------------------
سبق ان أشرنا الى ان العراق خاض حروباً متلاحقة وما زالت نيران هذه الحروب مشتعلة وقد خلق كل هذا بيئة ملوثة وأمراضاً عديدة بعضها كان غير معروف بهذا الإتساع وتقترب البرامج الصحية في اهتماماتها من برامج البيئة والتلوث ولكنها تنفصل عنها في نفس الوقت فالصحة العامة تقع على عاتق جهة معينة معروفة بينما تقع برامج البيئة والتلوث على عاتق جهات اخرى وبشكل عام تتوزع برامج الصحة على عدد من البرامج التي تتناسب وطبيعة الواقع الصحي المُعاش فعلياً وعلى أرض الواقع فهناك برامج تعنى بالصحة العامة وهناك برامج تلتقي بالمرضى مباشرة لمعرفة حقيقة ما يدور في كواليس الدوائر الصحية وهناك برامج تشخص الأداء العام لدوائر الصحة العامة وهناك برامج لصحة الأطفال وهناك برامج لصحة ذوي الأمراض المزمنة ومعرفة رأي الشارع يفضي دائماً الى معرفة الحاجة للبرامج التي يحتاجها المجتمع .
7/ البرامج العلمية
-------------------
يمضي العصر بايقاعه السريع بينما تمضي البلدان النامية على طريق ايجاد حلول لمشاكلها المتفاقمة وتبرز الحاجة الى البرامج العلمية لمعرفة آخر التطورات في العلوم ومعرفة اهم الإنجازات التي حققها ويحققها الإنسان على طريق الوصول الى حياة أفضل للانسان والإنسانية فهدف البرنامج العلمي هو توفير المعلومة العلمية التي تجعل المستمع مواكباً لروح العصر ومتابعا للمتغيرات العلمية التي تضيف الجديد دائماً وباستمرارومن هنا تبرز الى الحاجة الى مثل هذه البرامج التي تتوزع على برامج تُعنى بآخر التطورات العلمية وبرامج تُعنى بآخرالدراسات العلمية وبرامج تُعنى برصد الظواهر العلمية الغريبة وبرامج تعنى بالفضاء الخارجي وآخر انجازات الإنسان في هذا الميدان وبرامج تُعنى بآخر الإختراعات وبرامج تُعنى بالمخترعين الشباب وبرامج تعنى بالعلوم المعاصرة وغيرها منالبرامج التي تدور حول العلم والعلماء وآخر المستجدات العلمية
8/ البرامج الأمنية
-----------------
تبرز الحاجة الى البرامج الأمنية بسبب الخلل الحاصل في الواقع الأمني نتيجة الظروف التي يعيشها العراقيون جميعا تحت ظل ظروف قاهرة معروفة خلقت واقعاً أمنياً غير مستقر مما عزز الحاجة الى برامج تُلقي الضوء على حقيقة ما يجري من إختلال والبحث عن وسائل لخلق واقع أمني أفضل وفي حقيقة الأمر تقترب البرامج الأمنية من البرامج السياسية وذلك بسبب الإرتباط الوثيق بين الواقع الأمني ومسؤولي الأجهزة التي تحاول فرض القانون وتوفير الأجواء الأمنية المناسبة من خلال خطط وبرامج خاصة وبشكل عام تتوزع البرامج الأمنية على عدد من البرامج التي تدور حول توفير الأمن والأمان فهناك برامج للاختراقات الأمنية وهناك برامج لرصد الظواهر المدانة التي خلقت اجواء أمنية غير مستقرة وهناك برامج لرصد ما يعمل على خلخلة الأجواء الأمنية من خلال الفساد الأداري والرشاوى وغيرها من الظواهر وهناك برامج تلقي الضوء على العابثين بالأمن وغيرها من البرامج التي يفرضها الواقع المُعاش فعلياً .
9/ البرامج المرورية
----------------------
تعمل البرامج المرورية على ايصال آخر المستجدات في التعليمات المرورية للمواطنين وتذليل صعوبات الإختناقات المرورية التي تحدث هنا وهناك وتوجيه التعليمات الإستثنائية اثناء المناسبات التي يشتد فيها الزخم المروري وتقديم برامج حوادث الطريق التي تحد من إندفاع بعض المتهورين في القيادة وتقديم برامج الإرشادات المرورية التي تساعد المواطن من خلال ثقافة مرورية عامة تحد من الحوادث وتحمي حياة المواطن من هذه الحوادث .
10/ البرامج الدينية
--------------------
تهدف هذه البرامج الى تقديم كل ما يهدف الى بناء الإنسان الروحي في عالم يقع تحت سيطرة المغريات الدنيوية وذلك بالقاء الضوء على حقيقة الإسلام وحقيقة ما جاء من أجله لخدمة البشرية جمعاء وبدون استثناء وتتوزع البرامج الدينية على عدد من البرامج فهناك برنامج للحديث الديني وهناك برنامج للمحاضرة الدينية وهناك برنامج للفتاوى الشرعية وهناك برنامج لالقاء الضوء على بعض الكتب الدينية المهمة وهناك برنامج للمراقد المقدسة وغيرها من البرامج التي تخدم الإطار العام لأهداف القرآن الكريم ومباديء رسوله الأعظم (ص)
11/ البرامج السياحية
---------------------
يزخر العراق بكنوز من الآثار التاريخية العريقة اضافة لوجود عدد كبير من المرافق السياحية والمراقد المقدسة التي يزورها المسلمون من جميع انحاء العالم والسياحة مصدر من المصادر المهمة لثروة البلد اضافة الى انها وسيلة مهمة من وسائل التقارب بين شعوب العالم على أرض عراق الحضارة والتاريخ ومن هنا تبرز الحاجة الى برامج تعنى بالجانب السياحي ومثل هذه البرامج في الغالب تلقي الضوء على أهم الآثار الخالدة وأهم المرافق السياحية ونظرا لطبيعة الظروف التي يعيشها البلد فقد انحسر الإهتمام بالجانب السياحي كما ان عددا كبيرا من الآثار تعرض للخراب بسبب طبيعة هذه الظروف والمطلوب الأهتمام بما هو موجود من كنوز أثرية وتفعيل دور المعنيين في هذا الجانب لخلق مناخات أفضل للواقع السياحي المتردي وهنا يلعب الإعلام دوراً هاماً في تصعيد وتائر الإهتمام بالسياحة خاصة وان المراقد المقدسة تدفع بالملايين من الزوار من كافة انحاء العالم لزيارتها والحقيقة ان الدوائر المعنية تعمل باستمرار على تنشيط الواقع السياحي رغم الأمكانيات التي لا ترقى الى ادنى مستويات الطموح ومطلوب تعزيز هذه الخطوات بالقاء الضوء على آخر المستجدات في هذا الجانب .
12/ برامج الآثار والتراث
--------------------------
واضح ان هذه البرامج تقترب من البرامج السياحية والحقيقة انها تقترب منها ولكنها في نفس الوقت تنفصل عنها فهدف هذه البرامج لا يكتفي عند حدود الجذب السياحي بل يهدف الى أعمق من ذلك وهو التعرف على حضارة البلد وتاريخه العريق من خلال معرفة آثاره وآخر الإكتشافات التي اكتشفها المنقبون الآثاريون ودراسة طبيعة هذا التاريخ قادرة على ان تمنح المجتمع احساسا عميقا بالإنتماء الى وطن جدير بالتضحية والفداء والآثار مصدر فخر لجميع الشعوب التي تمتلك تأريخا عريقاً في إمتداده التاريخي ومن هنا تبرز الحاجة الى برامج تلقي الضوء على اهم المعالم التاريخية والتراثية ومعروف لدى المؤرخين ان الآثار التي لا يزيد عمرها على المائتي عام تقع ضمن دائرة التراث ، اما المعالم التاريخية فهي التي يزيد عمرها على المائتي عام ومهم ان نفرق بين آثار تراثية وآثار تأريخية لكي لا نقع في خلط تأريخي لا يقره المؤرخون .
13/ البرامج المهنية
--------------------
وهي البرامج التي تلقي الضوء على بعض المهن وخاصة الشعبية منها ودور هذه البرامج يكمن في تفعيل دور المواطن العراقي في خدمة بلده عن طريق الإهتمام بمهنته وما يقدمه للمجتمع عبر هذه المهنة من خدمات ومعروف ان هناك طاقات مهنية عالية جدا لدى العراقيين قد تصل الى صناعة اجهزة ذات كفاءة عالية ودعم مثل هذه الطاقات دعم اكيد لروح الإبداع لدى المواطن العراقي وتشجيع لهذه الروح لكي يقتدي بها الآخرون على طريق تطوير مهنهم من خلال ابداعهم الخاص وهنا تبرز البحاجة الى برامج تعنى بهذا الجانب فهناك برنامج لقاء مع احد المهنيين وهناك برنامج يلقي على طبيعة المهن التي يمارسها المواطن العراقي وهناك برنامج يدور حول الصناعات والمعامل ومهارات المواطن العراقي في هذه المعامل وهناك برنامج عن صناعة الزوارق وهناك برنامج عن صناعة السجاد وهناك برنامج عن الصاغة وغيرها من المهن العديدة التي يمارسها المواطن العراقي.
14/ البرامج ألإقتصادية
------------------
وهي البرامج التي تُعنى بالجانب الإقتصادي وترصد حركة السوق العراقية والعربية والعالمية وحركات البورصة في العالم وتغيرات اسعار العملات والذهب والمعادن الأخرى وحركة السوق العراقية الداخلية وحركة الأستيراد والتصدير ومعرفة حجم التبادلات الأقتصادية بين العراق وبلدان العالم الأخرى ودراسة اسعار السوق المحلية ومعرفة الأسباب الكامنة وراء ارتفاع الأسعار واقتراح الحلول المناسبة لبعض المشكلات الإقتصادية اليومية التي يعيشها المواطن العراقي ومن هنا تبرز الحاجة الى بعض البرامج التي تُعنى بهذا الجانب فهناك برامج تُعنى باسعار المواد التجارية وهناك برامج ترصد المخالفات التي يمارسها تجار بلا ذمم من أجل زيادة ارباحهم على حساب صحة المواطن العراقي باستيراد مواد مستهلكة وغير صالحة للاستعمال اليومي وهناك برامج تتابع متغيرات البطاقة التموينية التي يعتمد عليه العراقيون في حياتهم اليومية اضافة الى متغيرات الأسعار التي ترتفع وتنخفض دون ضوابط اقتصادية وهناك برامج اخرى تفرضها حقيقة الواقع المُعاش يومياً
15/ برامج الأطفال
-------------------
يحتاج الطفل العراقي الى برامج خاصة به تعنى باهتماماته خاصة وانه يولد في مجتمع غارق بالمشاكل الأجتماعية بسبب طبيعة الظروف السائدة لذلك تبرز الحاجة الى برامج خاصة بالطفل تتوزع بين برامج منوعة وبرامج خاصة بالحكايات وبرامج خاصة بالهوايات وبرامج خاصة بالصناعات البسيطة الى غيرها من البرامج التي تعمل على تنمية روح الأبداع والتنمية السليمة
16/ برامج البيئة والتلوث
-------------------------
يؤكد الباحثون في البيئة والتلوث ان العراق تعرض لأفدح المخاطر عبر ما حدث على ارضه من حروب متلاحقة ادت الى خلق بيئة ملوثة ظهرت نتائجها على شكل أمراض سرطانية وتشوهات خلقية وزيادة في معدلات الحاجة الى العلاج وارتفاع في معدل الصيدليات بسبب الحاجة الكبيرة الى الأدوية ورغم ان المعنيين الذين يدركون خطورة الوضع يعملون على ايصال أصواتهم للتنبيه على مدى خطورة التلوث الذي نعيش فيه الا ان هذه الأصوات لا تسمُع تحت دوي المشاكل اليومية المتفاقمة والمتمثلة في صراعات سياسية على مراكز الحكم دون الإهتمام بهذه الحقيقة التي تهدد حياة العراقيين ومستقبلهم ومستقبل اولادهم ومن عنا تبرز الحاجة الى برامج تُعنى بهذا الجانب ويمكنكم ان تقترحوا برامج تتناول اوجه التلوث المختلفة وهناك برامج تلقي الضوء وفي هذا المجال هناك برامج تلقي الضوء على خطورة النفايات السامة التي تتمثل في بقايا الأسلحة وبرامج تلقي الضوء على خطورة الإشعاع على الأرض الزراعية وبرامج تلقي الضوء على نتائج التلوث المتمثلة في الأمراض الغريبة والتشوهات الولادية وبرامج اخرى مناسبة تسعى لنفس الهدف من اجل عراق خالٍ من التلوث وبيئة نقية تضمن حياة آمنة لمستقبل أولادنا .
17/ البرامج التاريخية
----------------------
سبق ان اشرنا الى ان العراق يمتلك عمقاً حضاريا واسعا وارثا تأريخيا كبيراً يتجلى في تأريخه المتقلب بالحوادث ابتداء من اولى الحضارات التي ظهرت على ارضه وحتى اليوم ودراسة التاريخ واستيعاب ثقافة لابد منها لمعرفة امتدادنا التاريخي وارثنا الحضاري بكل ما فيه فمن لا يعرف الماضي لايفهم الحاضر ولا يمتلك القدرة على استشراف آفاق المستقبل ومن هنا تبرز الحاجة الى برامج تعنى بهذا الجانب وفي هذا المجال هناك برامج للشخصيات التاريخية وبرامج للحوادث التاريخية وبرامج لأشهر الوقائع في التاريخ وبرامج تحلل الظواهر التاريخية وبرامج تلقي الضوء على طغاة التاريخ ومصائرهم وبرامج ولادات ووفيات المشاهير في التاريخ وغيرها من البرامج الأخرى التي تصب في مجرى رصد الأحداث التاريخية وتحليل اسبابها ونتائجها .
18/ برامج الشعر الشعبي
------------------------
يحظى الشعر الشعبي العراقي باهتمام واسع من قبل المستمعين ، فهو يضرب على الوتر الحساس من مشاعرهم ويمتلك العراقيون ارثا كبيرا في هذا المجال يتجلى في شخصيات شعرية خالدة وارث شعري كبير لعدد كبير من مشاهير الشعراء في العراق الذين تحولوا الى نجوم مضي