منتديات برشلونة
منورين منتديات برشلونةاهلا وسهلا بيكم نورونة بلايت سي في روم طريق الحب بشبكة عيد الحب واهلا وسهلا بيكم احبتا الكرام
منتديات برشلونة
منورين منتديات برشلونةاهلا وسهلا بيكم نورونة بلايت سي في روم طريق الحب بشبكة عيد الحب واهلا وسهلا بيكم احبتا الكرام
منتديات برشلونة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات برشلونة

ارقة منتدى ارقة عالم ارقة اعضاء
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولمنورين منتديات برشلونة

 

  أوراق من سيرة آدم 2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
برشلونة
برشلوني صاك
برشلوني صاك
برشلونة


صاحب الموقع
عدد المساهمات : 124
نقاط : 23268
تاريخ التسجيل : 24/08/2011
العمر : 26
الموقع : https://0157.gid3an.com

                                      أوراق من سيرة آدم 2 Empty
مُساهمةموضوع: أوراق من سيرة آدم 2                                         أوراق من سيرة آدم 2 I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 26, 2011 3:00 pm

فصل في حكاية إبراهيم

لماذا يرد إبراهيم على مخيلتي بمجرد التفكير في البدء بتسجيل هذه المذكرات ؟ ولماذا ابراهيم بالذات من دون كل الذين التقيت بهم وعملت معهم في البدايات الأولى؟ ، يخطر لي الآن هاجس ٌ طالما راودني ، هل يحيا الإنسان حياة ً واحدة متواصلة منذ طفولته وحتى رحيله؟ اؤكد لكم ان الأمر غير ذلك تماماً ، فالطفل الذي كان أنا لا علاقة له بي إطلاقاً ، لقد سمع من والدته التي رحلت منذ أمد بعيد ان والده خطفه منها عندما كانت تزور الإمام الكاظم عليه السلام فجذوره الحقيقية التي لا يعرفها الكثيرون تنتمي الى مدينة الكاظمية والى محلة التل فيها على وجه التحديد ولكنه يتذكر ذلك وكأن الأمر لا يعنيه إطلاقاً ، يبدو وكأنها كانت تتحدث عن طفل آخر؟ اردد دائماً لماذا يرد ابراهيم أمامي دائماً ؟ قد يتذكر طفلاً كانت تطارده دائماً فتاة مجنونة فيهرب خائفاً ولكنه كان طفلاً لا علاقة له بي إطلاقاً ، ثمة مرحلة تم فيها قطع الإتصال بهذا الطفل وآه لو أعرف اين تكمن هذه المرحلة ، وثمة سنوات سبقت التعرف على ابراهيم فلماذا لا ترد في مخيلتي كما يرد إبراهيم دائماً ؟ يتذكر الشارع المتعرج الذي يفضي من السوق الى داخل محلة التل ، ويتذكر جده ، يا إلهي أكاد أنسى ذلك الرجل الذي وهبني نصيحة قبل أكثر من أربعين عاما ً ما زلت اتذكرها جيدا ، آه انه خليل الجيَّاًل ، والجَّيال لقب يغلب على اولئك الذين يعملون في وزن الحنطة بميزان هو عبارة عن عتلة خشبية تتدلى منها في كل جانب ثلاثة حبال مربوطة بإحكام بإناءٍ واسع مستدير حيث يوضع العيار في جانب والحنطة المُرادُ وزنها في الجانب الآخر ، يتذكر ايضا محل زوج خالته ذلك الرجل العصامي الذي بدأ من الصفر حتى أصبح من الأثرياء ليرحل عن هذه الدنيا تاركاً ثروته لأولاده الحمقى الذين لم يحققوا أي نجاح في حياتهم العملية فعبثوا بالثروة وحمدا لله انهم حصلوا على بيوت تأويهم مما تبقى من هذه الثروة الكبيرة ، ومع كل هذه الذكريات تبقى العلاقة منفصلة تماماً ويبقى هذا الإحساس الغريب بأن ذلك الطفل لا ينتمي له أبداً ، انه طفلٌ آخر له خصوصياته وله عالمه الذي يجهله تماماً ، هل ابتعدت عن ابراهيم ؟ ساعود اليه بالتأكيد ، وألادهى من ذلك ان هذا الإنفصال لا يتوقف عند مرحلة الطفولة وحدها ، بل ان الأمر يتجاوز ذلك بمراحل فهو يعتقد وهو مؤمن بهذا الإعتقاد انه عاش أكثر من حياة ، وكل حياة لا علاقة لها بالحياة الأخرى ، كيف يوضح ذلك إذا كان هو لا يفهمه تماماً ؟ فلنقل ان مرحلة الشباب ولنتجاوز مرحلة المراهقة فهو لم يعرفها تماماً لأنه عاش حياته في رحلة عمل دائمة وشاقة افقدته حتى معنى طفولته نعود فنقول ان مرحلة الشباب تبدو وبشكل لا يقبل الجدل منفصلةً هي الأخرى عن مرحلة الطفولة ، الشاب الذي نشأ تحت طرقات معاول الزمن لاعلاقة بالطفل الذي سرقه والده في حضرة الإمام موسى الكاظم لينتقم من والدته التي هربت الى أهلها من قسوته التي لا تُحتمل فأضاف نوعاً جديداً من القسوة بسرقة ابنه والله وحده يعلم فيما إذا كان هذا الطفل هو أنا ، وفي مرحلة الشيخوخة التي يجلس فيها لتدوين هذه المذكرات ، أو ما تبقى من هذه المذكرات بعد نسيان أطنان منها ذهبت في منحدرات النسيان تحت رياح الزمن العاصفة والقاسية ،يشعر تماماً وبوعيه الكامل ان ذلك الشاب الذي كان هو أنا لم يكن هو أنا أبداً ، ربما كان ظِّلاً له ، وربما كان شيئاً أخر، لقد انفصل عنه تماماً ليعيش حياة أخرى لا علاقة لها بذلك الشاب ، لقد تأخر كثيراً في التدوين وها هو يحاول ان يجمع شتات الذكريات من هنا وهناك ، انها تبدو وكأنها بيادر حنطة بعثرتها الرياح في كل الإتجاهات ، كيف يجمع هذه البيادرالتي تحملها الريح بعيداً كلما اقترب منها ؟ ليس من طريق آخر غير ان يحافظ على ما تبقى لديه ، ولكن ما الذي يدفعه الى تدوين هذه الذكريات ؟ ما الذي حدا به لإن يفكر بذلك بعد فوات الآوان ؟ هذا هو شأنه دائماً ، ان يتقدم بعد فوات الآوان دائماً ؟ ثمة روح إقتحام كان يفتقد اليها دائماً في الماضي ، وها هو يحاول ان يتجاوز هذه الخلل في حياته .. ولكن بعد فوات الآوان كما هو شأنه دائماً ، أية معادلة صعبة يحاول أن يقمها في أعماقه بين ابراهيم الذي يتحدث عنه والذي يرد دائماً كمنطلق لهذه التدوينات التي لا يعرف لها رأساً من كعب؟ انه ينطلق كنهر هادر جديد يفتتح له مجرى مجهولا في منحدرات لا يعرفها ومع ذلك لا يملك هذا النهر غير الإندفاع المتواصل فأية مصبات سيصل اليها ؟ هذا ما يجهله تماماً ولكنه لم يعد يقيم وزناً للأسباب والنتائج لقد علمته روح الإقتحام التي توهجت في أعماقه ذلك ، لقد أضاع شطراً كبيراً بل الشطر الأكبر وهو يبحث عن الأسباب والنتائج حتى توصل الى لا معنى ذلك؟ فأية اسباب ونتائج يبحث عنها في عالم يختلق اسبابه الخاصه ليصل الى نتائجه الخاصة وصولاً الى أهدافه الخاصة بعيداً عن المنطق السليم لحركة الأشياء في الكون ؟ أعني بطبيعة الحال بعض من يعيشون على هذه الأرض الساخنة بالف مشكلة ومشكلة , اولئك الذين يبررون الوسائل مهما كانت للوصول الى أهداف لا علاقة لها بخدمة الجنس البشري وعلى اجساد المتعبين على الأرض قامت دول وممالك لا حصر لها كانت فيها خيرات الأرض لعدد محدود على حساب الملايين التي كانت كقوافل الجمال التي تحمل الذهب وتأكل العاقول ؟ يعود فيقول أية معادلة صعبة يريد ان يقيمها بين ابراهيم الذي يرد على لسانه دائماً وبين ابراهيم الخليل عليه السلام الذي شيّد مركز الإيمان على الأرض وقبلة السائرين على طريق الإيمان في كافة بقاع الأرض ، ربما لأن هذا الرجل هو الذي ساهم في بناء كعبة روحه المخربة ؟ ربما كان هو السبب في كل هذا الإهتزاز الذي رافقه طوال حياته ؟ وربما كانت هناك اسرار اخرى يجهلها تقف وراء هذا الخراب الروحي الذي عانى منه كثيراً ولكنه أراد ان يلقي تبعة ذلك على احدهم فوقعت الواقعة على ابراهيم ليتحمل وزر ذنوب لم يقترفها ، وربما كان هو من اقترف هذه الذنوب فعلاً بهذه الطريقة أو تلك وذلك ما لايعرفه حقاً فقد ابتعدت المسافات وتسربت خيوط اللعبة القديمة من يديه تماماً ولم يعد يرى غير طائرات ورقية تعبث بها الرياح بعيداً..بعيداً بحيث لا تكاد تُـرى ولابد من أحدٍ يلقي عليه تبعة هذه الإهتزازات التى رافقته طوال حياته وجعلته لا يؤمن الإ بأنصاف الأشياء
فثمة نصفٌ آخر كان يتداخل مع كل نصف يحاول ان يجعله كاملاً ، وتلك معضلة اتعبته طويلاً وما قد يبرر ذلك وهو ما يخطر على باله في أحيان كثيرة هي أنها ما كانت عليه فعلاً وليس كما يتمنى ان يراها ، وتلك معضلة لم يجد لها أجوبة هي الأخرى والحقيقة انه يعبر في غابة عميقة وشائكة أشجارها علامات استفهام تبدو وكأنها تنتشر على أرض بأكملها فكيف يجد الطريق الى بناء روحه المخربة وسط هذه الغابة الشاسعة وهل يستطيع ان يعيد بناء هذه الروح وهو الذي يتأخر دائماً حتى أطلق على نفسه لقب المتأخر أبداً ؟ وهل يستطيع ان يمحو هذا اللقب من الوجود بإرادة صلبة او هو يراها صلبة ولم يختبر حتى الآن مدى هذه الصلابة . فما زال الطريق طويلاً على لحظة الإكتشاف التي قد تكون وهمية او هو قد يراها وهمية , وذلك بعض ما يعنيه في الإهتزاز فهو ليس واثقاً من كل شيء ، ولنقل انه يحمل شكوكه دائماً حول كل شيء ، وما يساعد على هذه الحالة الغريبة ان أشياء كثيرة تحدث أمامه هي التي تبث الشكوك في روحه المخربة أساساً بفعل تأريخ من الأحداث الساخنة التي عاشها وكأنه يمشي على جمر ٍ متقد طوال رحلته الغريبة ، ولنقل طوال أنواع حياته التي لا تربطها الروابط ولنقل الروابط التي بحث عنها ولم يجدها فبدأت هذه الأنواع منفصلة عن بعضها ، لقد عاش أكثر من حياة هذا ما يريد أن يؤكده دائماً ، وهو ما سيحاول ان يؤكده في هذه التدوينات التي يأمل ان يستمر في إنجازها فهذا مشكوك في أمره ايضاً ، وهذا قد يعود ايضا الى الإهتزاز الذي يحدثكم عنه دائماً . أعرف .. أعرف ستذكرني وتقول وأين هو ابراهيم الذي القيت عليه الإتهامات دون ان توضح ذلك وأقول لك أنا الآخر لن أترك ابراهيم حتى أشفي غليلي منه سواءً كان هذا صائباً أو خاطئاً وسواء ًكان ابراهيم مذنباً أو بريئاً فليس أمامي من القي عليه تبعة هذا الخراب الذي حوّلَ حياتي الى أجزاء غير متماسكة ولا يسند بعضها بعضاً سواه .
















أوراق من سيرة آدم

فصل في حكاية جدتي

لا أشك لحظة واحدة ان جدتي هي التي اشعلت حرب داحس والغبراء لتدخل التاريخ من أضيق ابوابه ، كان الأولاد الذين اصبحوا بشوارب غليظة قد تزوجوا جميعاً ، وخلفوا الكثير من الخلق وكان اولادها والغريب ان جميع اولادها من الذكور ولم تخلف بنتاً على الإطلاق كانوا يؤمنون بأن الخلفة هي رزق من الله دون أي حساب او تفكير بالطريقة التي سيتربى بها عيال الله لذلك التقطت الشوارع معظم عيال الله ليعملوا شتى الأعمال والمهن ومحظوظ ذلك الذي يستطيع ان يصل الى الدراسة الإبتدائية وهذه معجزة لم تحصل لدى معظم اولاد الجدة سُكنة التي كانت تتخذ من ابراهيم رأس الحربة في شن هجومات متواصلة على اولادها الذين تشغلهم زوجاتهم عن السؤال عن أمهم الوحيدة وكان ابرهيم هو الوحيد الذي يخشى الزواج لأنه يعرف نتيجة ما ستؤول اليه أوضاعه اذا تزوج لذلك ظل محافظا على عزوبيته وهو يستمتع بين الحين وألاخر بالهجومات التي كان يشنها على أخوته بدافع مباشر من مشعلة الحرائق وكأنه كان ينتقم لعزوبيته منهم أو أنهم العائق الذي كان يحول بينه وبين الزواج ، وعلامة الحرب التي لاشك فيها يعرفها الجميع دون استثناء حيث كانت الجدة تجلس في باب الدار في أحيان كثيرة فاذا رأى القادم طيف ابتسامة شاحبة على شفتي الجدة العجوز ، كان ذلك ايذاناً بأن الأمور على ما يرام ، والكارثة تحدث حين تجلس الجدة مقطبة الجبين وهو تشبك يديها وتدير اصبعين من أصابعها على شكل مروحة تدور ولا تتوقف ابداً ، عندها يعلم القادم ان هناك ثمة حرباً أكيدة على وشك ان تندلع وان عليه ان يعد العدة لإستقبال السنة النيران التي ستنطلق من شفتي الجدة العجوز والتي تنتهي غالباً بهجوم بالتواثي (أعني الهراوات ) التي تحتفظ الجدة بالبعض منها لمثل هذه الأيام الساخنة ، وقد لاتوغر الجدة صدر ابراهيم فقط فدهاؤها قادر على أن تضيف معه احد الأخوة الآخرين بعد ان تتنازل له قليلاً عن رأيها فيه وعندها يهب هذا المسكين للمشاركة في الهجوم على أخوته وهو يعتقد انه قد تخلص من لعنات مشعلة الحروب والحرائق ، غير انها في الغالب كانت تعود الى سابق عهدها في التعاون مع هؤلاء الأخوة المتورطين في الهجوم على اخوتهم الآخرين وسرعان ما يكتشفون دهاء والدتهم محاولين التكفير عن خطاياهم أمام الأخوة الذين تعرضوا للهجوم ، ومآثر الجدة العجوز معروفة لدى جميع ابناء محلة العنافصة والله وحده يعلم معنى هذا الإسم الغريب ولكن آدم يعرف ان ( المعنفص) هوفي اقرب التعريفات الذي المعاند في أي موقف دون ان يستند على رأي ثاقب، وهو يسمع بين الحين والآخر من يقول ( المطي عنفص ) بمعنى انه عاند ولا يتحرك حتى لو اشتغلت عليه عشرات الهراوات والسب بسيط وواضح اولا لأنه اجلَّكم الله مطي وثانياً انه عنفص وربما لن يتحرك الإ بهمسات او توسلات مطي مثله وبهذه المناسبة اتذكر لكم حكاية السكيّرين اللذيين كانا يقودان سيارة وهما يعودان في الليل الى بيتيهما وعندها رأيا حماراً يسد الطريق الضيق فنزل السائق مترنحاً وهو يحاول دفع الحمار بعيداً عن الطريق دون جدوى وعندها قال له زميله أنا من يدبر هذا الأمر فنزل مترنحاً وهو لا يكاد يسند طوله واقترب من الحمار وهمس في اذنه بعض الكلمات وحدثت المعجزة حيث تحرك الحمار بالفعل فاتحاً الطريق ولكن الذي كان يجلس أمام مقعد القيادة لم يتحرك وقال لزميله بربك قل لي كيف فعلت ذلك فضحك زميله وهو نقول ( لا تتعجب طلعنه عِرف) أنا طبعاً لا أحاول ان اسيء الى ابناء محلتني فأنا واحد منهم في كل الأحوال ولكنها محاولة في البحث عن معنى اسم اجهله وما وزلت اجهله منذ اكثر من خمسين عاماً وأظن انني سوف أظل اجهله لما تبقى من حياتي ايضاً ، وعادة ما يعود ابراهيم الى البيت متعباً فهو يعمل بنّاء للدور ومصلحاً للاساسات في بعض الأحيان وقديماً كانوا يطلقون على عملية تصليح الآساسات ( توزير) والتوزير هو حفر جانب من الأساس الذي تعرض للرطوبة واستبداله بطابوق مفخور جديد ولبخه بالسمنت ليتحمل الرطوبة لفترة زمنية اخرى وعادة ما تكون الحفرة التي يحفرها ابراهيم لا تزيد على الربع متر وعندما يكمل هذه المسافة ينتقل الى المسافة التي تليها والتي ترتبط بها ليحفر مساحة اخرى داخل الجدار المهتريءوهكذا يتواصل العمل حتى يتم توزير كافة مناطق الأساس التالفة طبعاً هذه العملية اختفت من الوجود تماماً ولم يعد هناك ما يسمى بالتوزير بعد ان وصل البناء الى ما وصل اليه ، أقول غالباً ماكان ابراهيم يعود متعباً واذا وجد المراوح مشتغله أعني إصبعي جدتي بطبيعة الحال فان عليه ان يتهيأ لمعركة اليوم الأكيدة رغم كل ما يعانيه من تعب ، وعبثا يحاول ان يوضح مدى تعبه فالجدة قادرة على إشعال نار الفتنة بقدرة قل نظيرها على هذه الأرض ، ونظراً لأن ابراهيم يحسب حساب العواقب ايضا وبأن هناك أولاداً قد يساعدون أباهم اذا تعرض لهجوم الجدة العجوز ، كان يضطر للاستعانة ببعض العمال الذين يعملون تحت يده وكان هؤلاء مرغمين على تلبية ندائه لا حباً بالحرب ولا حباً بابراهيم بل خوفاً منه لأنه سيبحث في هذه الحالة عن عمال آخرين ويعرضهم للبطالة ، وفي ذلك الوقت أعني قبل خمسين عاماً أو أكثر كان لكل بنّاء عماله الذين يعتمد عليهم بل ان الأمر يتجاوز ذلك فلكل عامل اختصاصه فمن ينشر الجص أمام البنّاء يختلف في مهاراته عن ذلك الذي يقذف بالطابوق ، فناشر الجص يستطيع ان يكون بالسرعة التي يريدها البناّء من خلال تواصل خبرته في هذا الإختصاص وهو يستطيع السير فوق السنتمترات التسعة وهي التي تمثل طول الطابوقة دون خوف أو ووجل مهما ارتفع البناء ، وكلما ارتفع البناء توضحت مهارة من يرمي الطابوقة الى الأسطه حيث يقذف بها من الأرض الى الطابق الثاني الذي وصل اليه البناء وهي تقع في يد الأسطه بالضبط ، وقد لا يعرف الكثيرون ان البنّاء في ذلك الوقت كان يبني ما لا يقل عن اربعة آلاف طابوقة في اليوم الواحد وكان البيت يُسلَّم الى الساكن خلال ستة وعشرين يوماً في اعلى الإحتمالات حيث يستلم مفاتيح البيت كاملاً خلال هذه الفترة ، وطالما تعرض أبي الى هجومات ابراهيم وأحياناً الى هجومات ابراهيم والعم فاضل الذي كان يشترك في مثل هذه الهجومات بين الحين والآخر ثم يُظهر ندمه وأسفه ليعود ثانية للمشاركة في هجوم جديد ثم يعود ليظهر ندمه وأسفه وهكذا كان يمشي على الحبلين في آن واحد بمهارة يُحسد ُ عليها فهو لم يخسر الجدة حتى رحلت عن هذه العالم وهو كذلك لم يخسر اخوته الذين كان يعتدي عليهم، بكثرة الأسف والقبلات المشهورة عنه حتى يزيل غضب الطرف المقابل أقول العامل الذي يطرده ابراهيم سيصيع في الشوارع كما يقول اخواننا المصريون وسوف يتعذر عليه الحصول على عمل فلكل بنّاء عماله والفرصة الوحيدة للحصول على عمل هي في مرض احد العمال وربما موته وعندها قد يحتاج الأسطه الى عامل جديد يضمه الى مجموعته الأثيرة وطبعاً مثل هذه الفرص نادرة جداً لذلك كان العمال يلبون نداءات الأسطه ابراهيم في شن الهجومات دون تردد ، ولكي يعوّض ابراهيم كبته الجنسي كان يذهب غالباً الى منطقة الميدان في بغداد حيث كانت هناك منطقة خاصة ببائعات الهوى مقابل دنانير معدودة كانت تعتبر ثروة في ذلك الوقت ونادراً ما كان أي انسان قادراً على حمل ورقة من فئة خمسة دنانير ، كانت العملة في الغالب معدنية ، فلس ، فلسان ، اربعة فلوس ثم اصبحت خمسة ، عشرة فلوس ، درهم وهو ما يعادل خمسين فلساُ ، مئة فلس ، خمسة وعشرون فلسا هذه هي العملات التي كانت تخرخش في معظم جيوب المواطنين واذكر ان احد اخوتي ابتلع عملة من فئة الفلسين فاضطر الى انتظار خروجه ليمسك بعملة الفلسين ويغسلها ويذهب الى العطار لشراء ما يشتيهيه بها وقد اطلقنا عليه لقب ( أبو الفلسين ) وظل يحمل هذا اللقب طوال اكثر من عشرين عاماً طبعاً حين بدأ الشيب يعسكر في شَعر معظمنا بدأنا نتحاشى الإشارة الى حكاية الفلسين التي ابتلعها وإن كنا نود ان نشير لها لا بسبب الإساءة بل لأنها تذكرنا بذلك الماضي الذي طواه الزمن لعلنا نحصل على صدى من ضحكات الماضي البعيد تلك الضحكات التي كانت تنطلق من الأعماق رغم كل الأسى الذي كنا نعيش فيه ، كان ابراهيم يعود من بغداد طلق المحيا ، بشوشاً ، رقيقاً مع عماله ، وقد يمتلك الجرأة لعدة أيام في مواجهة رغبات الجدة العجوز ولكنه مع زوال تأثير المخدر الذي تناوله لدى بائعات الهوى سرعان ما يعود الى سابق عهده .
كان ابراهيم مولعاً بشراء بطاقات اليانصيب الى حد يصعب وصفه ، يمكن القول انه كان مريضاً بداء شراء هذه البطاقات ولا يخلو جيبه ابداً من بطاقات جديدة والغريب انه لا يمزق البطاقات التي يتم سحبها فهو يكره تمزيق هذه البطاقات ، بل يحتفظ بها تحت فراشه ، ولو قلبت فراش ابراهيم لرأيت العجب تحت هذه الفراش ، آلاف البطاقات وبعدة أنواع التي تمتد على إمتداد هذا الفراش دون ان يفكر ابراهيم يوماً باتلافها أو التخلص منها ، بل انه كان يضيف لها الجديد الذي يلقيه بأسف شديد لعدم فوزه ، ولا يعني هذا انه لم يفز فلقد فاز بمبالغ قليلة وخلال فترات متباعدة مما دفعه للاكثار من عدد البطاقات التي يشتريها أملاً بالحصول على فرص أكبر في الفوز ، واعتقد ان الثروة التي انفقها ابراهيم على بطاقاته كانت تمكنه من شراء اغلى بيت في العنافصة ولكن ماذا تفعل لرجل تكمن سعادته في الترقب الدائم لمواعيد سحب اليانصيب رغم مئات حالات الفشل التي رافقته ، وحين امتلك ابراهيم الجرأة الكاملة للتحرر الكامل من سلطة الجدة العجوز وكان قد تجاوز الأربعين ولم يعد العمر يتسع لضياع آخر على طريق العزوبية المتواصلة ، وتجرأ بالزواج رغم عواصف الجدة العجوز وهي ترى آخر قلاعها تنهار في هذا العالم ، لم تحتمل هذه الصدمة ، الصدمة قليلة فلنقل لم تحتمل هذه الضربة القاضية التي جعلتها تخسر الجدار الوحيد الذي تستند عليه ورأس الحربة الوحيد الذي تحقق به سعادتها الدائمة في خلق الفتن وإشعال حرائقها لذلك انتفى مبرر وجودها في هذه الحياة فانتقلت الى العالم الآخر وهي تصب لعناتها حتى آخر لحظة على ابراهيم بسبب الجريمة النكراء التي ارتكبها بحقها ، ويخيل لي ان جدتي لم تولد ولم تعش إلإ لهدف واحد ، ان تشعل الحرائق اينما حلت واينما ذهبت ، فاذا زارت احد ابناءها فان المصائب تبدأ منذ بداية خروجها وأعتقد انني الوحيد الذي احبها من أعماقه ربما لأنها كانت تربت على رأسي بين الحين والآخر وهي تنظر ساهمة في البعيد وتنسج خيوط معركة جديدة تعد لها العدة مبكراً قبل ان يعود ابراهيم من العمل ، وكنت انظر بدهشة لإصبعيها اللذين لا يتوقفان ابداً وهما يعملان كمروحة تعمل بطاقة هائلة .






















أوراق من سيرة آدم

فصل في حكاية نصيحة جدي

جدي لأُمي يمكن وصفه بأنه الطيبة الكاملة التي تمشي على الأرض ، رجل بسيط ولكنه مثابر، لم أشاهده متبرماً من أي شيء في كل الأوقات ، ابتسامة شاحبة يقابل بها ما يأتيه من كوارث وكأنه كان على موعد سابقٍ معها، قابل الحياة بما يشبه السخرية فعاقبته الحياة بموت يشبه السخرية ، وكنت معه في آخر مراجعة لأحدى المستشفيات وعندما زرق له احد المضمدين إبرة العلاج كان بحاجة لبعض الراحة لقوة الدواء الذي لم يستطع أن يحتمله ولكن احد العاملين في المستشفى صرخ بوجهه طالباً منه الخروج ودفعه بقوة وهو يحاول إنهاضه وعندما نهض سقط على الأرض وفارق الحياة ببساطة غريبة ، كان يقول دائماً ، النساء ناقصات عقول ، ولا أدري كيف عاش طوال حياته وهو في خصام دائم مع المرأة التي شاركته رحلة حياته الطويلة ، ولقد أدمن المشاكسات حتى اصبحت جزءاً لا يتجزأُ من يومياته ، فلم تعد تثيره العواصف مهما اشتدت ، وكان يقابل الإنفجارات الداخلية برباطة جأش ما زلت احسده عليها ، بل انه كان يبتسم في معظم الأحوال وهو يهمس لي بين الحين والآخرأثناء حدوث مثل هذه الإنفجارات : الم أقل لك ان النساء ناقصات عقول ؟
ذات يوم همس في اذني : اريد ان اقدم لك نصيحة تنفعك في حياتك ، وكنت حينها في بداية حياتي الزوجية ، قلت له : قل يا جدي ، فاجاب بصوت هامس : ليس هنا أخشى ان تسمعني زوجتك فتكرهني طوال ما تبقى من حياتي فلنذهب الى مقهى المفرق ، وكان المفرق أحد الأحياء التي تشكلت حديثاً بعيدا عن مركز مدينة بعقوبة بكيلومترات قليلة ، وسرنا طوال الطريق الى المقهى وهو صامت وكان غالباً ما يظل محدقاً في الأرض اثناء صمته الذي يمتد احياناً وكنت لا أجرؤ ان اقطع عليه هذا الصمت فاظل صامتاً أنا الآخر ، حتى يكسر صمته الطويل فاعود الى مشاركته في الحديث ، جلسنا على احد الأسرّة المصنوعة من جريد النخل وكانت اغلب مقاعد المقاهي تُصنع منه في ذلك الوقت ، اعني قبل أكثر من اربعين عاماً ، وشربنا قدحين صغيرين من الشاي الأسود السنكين ، همس بعد ان أخذ رشفة من قدح الشاي ، النساء بيت البلاء، انهن ناقصات عقول ، ومسكين من يخضع لرغباتهن ، ألم تسمع عن آدم كيف خرج من الجنة بسبب عقل إمرأة ؟ قلت : سمعت ُ يا جدي ولولاها لكنا جميعاً في الجنة قال ضاحكاً عليك نور يا ولدي ها انت بدأت تفهم ما اقول ، اقدم لك نصيحتين ضعهما (ترجية) في أذانك واحذر ان تنساهما ، والترجية كما تعرفون حلية توضع في إذن المرأة بعد ثقبها ، وقد بلغ من حب والتي لي انها ثقبت أذني ووضعت لي تراجي لتؤكد لصديقاتها مدى محبتها لي فأنا أول ابنائها ورغم مرور هذا العمر الطويل مازال الثقبان يأبيان مغادرة أذني وكم سبب هذا لي من إحراج مع الفتيات اللواتي كن يتسلين بأذني ويتضاحكن وهن يعبثن بالحلية الفقيرة التي وضعتها امي في اذنيَّ ، قال جدي : النصيحة الأولى ، لا تشعر زوجتك ابداً انك تحبها ، قلت : كيف هذا يا جدي اعتقد انني إذا اظهرت لها حبي فانها ستزيد حبها لي قال ضاحكاً اعتقد ما تشاء ، انك قد لا تفهم هذا اليوم ولكنك ستفهمه غداً ، وحين تخوض غمار المصائب التي تنتظرك في الطريق ستتذكرني وتقول رحمك الله يا جدي كم كنت مُصيباً ، وبداية مصائبك في خضوعك لزوجتك اوصيك ان تتذكر هذا ، حدقت في وجه جدي طويلاً وأنا أحاول اكتشاف ما وراء نصيحته ، ولكن خبرتي في الحياة كانت اقصر من ان تصل الى قامة هذه النصيحة التي لم استوعبها تماماً ، حسنا يا جدي اقول لك انني سمعت النصيحة ولا أدري ان كنت مؤمناً بها ولا أدري ان كنت ساطبقها او سأكون غير قادر على تطبيقها في حياتي قل لي حكتك الثانية قال : لا يا ولدي عدني ان تتذكر هذه النصيحة ، تذكرها دائماً لا أستطيع ان افرض عليك العمل بها ولكنك ستعمل بها ، ستكون مضطراً لذلك وأنا أختصر لك المسافات وأختزل لك التجارب فلماذا تضيّع هذه الفرصة ؟ ستقول ذات يوم رحمك الله يا جدي ، قلت : سأقول ذلك بالنصيحة او بغير النصيحة قال : بل ستقول ذلك بسبب النصيحة أنا واثقٌ من ذلك قلت: اعدك انني سأتذكر ياجدي فقل نصيحتك الثانية ، طلب قدحاً آخر من الشاي وأخذ رشفة منه ثم قال : إذا رأيت غريقاً يستنجد بك فاحذر ان تنقذه وتمد يدك إليه ، نظرت الى جدي مستنكراً ، ما هذا يا جدي ؟ ألست مساماً ؟ هل يقول الإسلام اتركوا الغريق يغرق حتى يموت ؟ اين الإنسانية يا جدي ، هل تريدني ان اخرج من الإسلام بسبب نصيحتك ؟ ضحك وهو يقول : هكذا أنتم دائماً لا تنظرون الى ما هو ابعد من أنوفكم قلت بصوت لفت أنظار بعض الجالسين في المقهى : إقنعني يا جدي ، غريبٌ ما اسمعه منك ، لقد شاء الله ان يجعل الغريق غريقاً لأنه يستحق ذلك ، هناك عقابان ، عقاب الدُني وعقاب الآخرة ، وبعض البشر ينصب عليهم غضب الله في الدُنيا فهل تستطيع أنت ان تنقذ انساناً اراده الله تعالى هكذا لحكمة ٍ لا نفهمها نحن ، انها حكمة الله يا ولدي ، مهما حاولت سيغرق لأن الله اراد له الغرق فكيف تخالف إرادة الله تعالى في خلقه ؟ من أنت َ لتفعل ذلك؟ قلت : يا جدي انت تعرف انني احبك ، وتعرف كم أحبك ، قد اقتنع بحكتك الأولى في يومٍ ما، اما حكمتك هذه فلا اعتقد انني استطيع الإقتناع بها قال ستقتنع بها ذات يوم وستقول رحمك الله يا جدي على حكمتك الغالية
وتمر السنوات سنة تطوي اخرى ، وكلما تلاشت ملامح جدي من مخيلتي ، توهجت نصيحته وكأنها معدنٌ نفيس ٌ يزدادُ بريقاً مع تقادم الزمن ، وحقيقة الأمر إنني لم أتعمد عدم إظهار محبتي لزوجتي ، ولكن الظروف هي التي صنعت ذلك فقد نُقلت نقلاً سياسياً الى مدينة بعيدة وعندها رفضت زوجتي القدوم معي لتظل قريبة من اهلها ، وهكذا تكشف الحب الذي كانت تظهره لي على شكل مصائب لم أتوقعها إطلاقاً ، وبقيت أكثر من سنتين وأنا أعاني من معضلة عدم قدومها ، وحين يقول جدي ان النساء ناقصات عقول ، فهو محقٌ في ذلك فالتبريرات التي تقدمها المرأة أحياناً مقابل حجم المشكلة التي تعيشها أنت على أرض الواقع ، لا تبدو ساذجة فحسب بل انها مثيرة للسخرية فتهمس بالمثل الذي يقول وأنت تضحك ( عرب وين وطمبورة وين) وحكاية هذا المثل تقول ان رجلاً تزوج إمرأة اسمها طمبورة وكانت خرساء وقد علمها الرجل انه اذا ارادهُ ما يريد الرجل من زوجته سيرفع لها أذيال ثوبه دليلاً على ذلك ، وحدث إن غزت احدى القبائل عشيرة الرجل فعاد الى البيت وهو يلهث باحثاً عن بندقيته ليساهم في رد الهجوم مع ابناء عشيرته فرفع ذيل ثوبه وعلقه في حزامه وهو يحاول الوصول الى بندقيته وعندها استلقت طمبورة على الفراش دون ان تعرف حكاية الهجوم فضحك الرجل وهو يهز يديه ويقول ( عرب وين طمبوره وين ) والحكمة التي ما زالت أصداؤها تأتي من الماضي البعيد ما زالت تتوهج وكأنها قد قيلت بالأمس ، أدرك الآن لماذا تبقى الأمثالُ خالدةً في ضمائر الناس وقلوبهم ، والسبب بسيط لأنها تختزل حكمة البشر ، وتضيء الطريق دائماً أمام الأجيال الجديدة ، وكلما كمن فيها المعنى ألأقوى و الحكمة الأبلغ
زادت قدرتها على البقاء تحت مطارق الزمن ، نعم كلما ابتعدت عن المرأة تعلقت بك أكثر ، لأنها تظل في خوف دائمٍ من أن تفقدك ، وأنت بهذا الإبتعاد تزرع هواجس كنت تتمنى لو انك زرعتها منذ أمد ٍ بعيد لتحصد نتيجة أفضل في حياتك ولقد تحققت نبوءةُ جدي حقاً فها أنا اقول بعد أكثر من خمسين عاماً ، فليرحمك الله يا جدي على نصيحتك الغالية التي لم اعرف قيمتها إلا متأ خراً ، وتلك هي مصيبتي فأنا المتأخر دائماً كما تعرفون ، وأنا المتشكك دائماً ، وقد حاولت تسجيل هذه الهواجس والشكوك في احدى القصائد فقلت:
وما مستقري بأرض الرياح ألاّ ريــــــاحٌ بلا مُســـــــتقرْ
رحيلٌ بروحي في اللامـــكان وفي اللازمان قديم الأثــــرْ
جوادي يطوي رحاب الوجود وتحسبنــي واقفاً في السفرْ
ثمة صفحاتُ طويلة تنتظر ان أصل اليها لأسرد بعض جوانب هذه الحقيقة بشكل آخر، ولا أدري لمَ أرى هذا مهمّاً مع عدم إقتناعي باهميته ، ولكنها في كل الأحوال نوعٌ من محاولة الوصول الى اقرب الحافات من قلب الحقيقة وهذا ما أحاول ان أفعله واشك انني قادرٌ على ذلك.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://0157.gid3an.com
 
أوراق من سيرة آدم 2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات برشلونة :: قسم الاشعار الشعبية-
انتقل الى: